اليوم - عفواً - ليس عيد
أحمد سلامة
اليوم عيدُ ُ عندنا
في موطني
أو هكذا - في موطني - ما يدَّعون
اليوم عيدُ ُ عندنا
لكنني
ولفطرة حمقاء قد شبـَّت على أركانها في داخلي
روح الجنون
أرسلت عيني لحظة نحو السماء
فما وجدت النسمة البيضاء عند تأدية الصلاة جماعة
ولساعة
أو بعض ساعة
بعد تفكير عنيد
ما وجدت اليوم عيد
مثلما هم يدعون
***
اليوم عيد والعبيد كثيرة أعدادها
و بموطني
صار العبيد على المدينة بين ليل عشية وعشية
وبمعجزات الهَـم ِ
هـُم حكامها
وبموطني
سار العبيد على الجميع بموبقات نعالهم
وتفتـتت تحت النعال على الطريق عظامــها
وتقاسم القوم الهموم بكسرة النفس الذليلة بينهم
وبكسرة الخبز المعفن بين اكوام القمامة - إن توفر عندهم -
قد بات عجبا زادهم وطعامها
***
يا سيد العقلاء كل دقيقة
وأنت - أدام الله عرشك - مستريح طيب
العيد عندك في قصور رخامك الذهبية الأضلاع
أراه دوما منتشيُ ُ صاخبُ
والعيد عندي في زوايا الحي عربيدُ ُ
كأهل الحي دوماً هارب
يا سيد العقلاء فلتنظر الي وشـر علي برأيك المخلوق أبد الدهر حرُ صائب
من أى سوق يـُشترى
ضحك الصغار وفرحة الأطفال ليل العيد
فلسوء حظ صغيري المسكين
فن تمثيل السعادة والثراء
واحتراف الإدعاء
هو للأسف في منزلي ما لا أجيد
اليوم ثابت عندنا كالأمس مسخ لخوفنا كالغد نـَسْخ متقنا
إذ لم يجد جديد
فالفرح حزن بيننا والغدر قبل أماننا والصمت فوق لساننا
مثل الجليد
وأنا بطبعي - سيدي - منذ القدم
متعفن الأراء معوج المسير
ولا أطيق لعقلي المعتوه خلقا لا يفيد
لا يستقيم لدي تقويم السنين وعمرها اذ لم أحقق ما أريد
واليوم حقا سيدي ما لا أريد
فاسعد بعيدك كيف شئت وإنما
اعلم بأني لا أردد مثل ما قال العبيد
فاليوم - عفواً - ليس عيد