ساعة. . لأصلان
فادي قدسي
ساعة. . لأصلان
وقفت في الطابور الطويل. . انتظر وصول دوري. . لأدفع ثمن اختياراتي.
هاتفي المحمول . . أتصل منه بالعالم
يهبط الخبر. . وداعا أصلان
نعم ترقرقت دموعي. .
حاولت أن أخفيها عن الناظرين لكني لم أفلح
كيف. .؟ ومتى. .؟
كيف يهبط الموت فجأة. . كيف يسير بيننا. . دون أن نراه
فقط قال وداعا. . وتلاشى من الوجود
قبل وفاته بيومين كنت في صفحته الفيسبوكية. . أنظر إلى صورته. . شاربه الكث. . شعره الأبيض
عيونه من وراء نظارته. . أخاديد العمر التي حفرت طريقها على ملامحه.
ما زلت أتذكر صورة له. . بدا لي فيها كقديس..
نعم بكيت لفراق القديس. . الذي كان يسرقني بسطوره وكلماته القليلة. . عن العالم الذي أدور فيه. . أركض خلف الشمس والقمر يلاحقني.
كانت لي كالتعويذة. . التي تفك طلاسم عالمنا في بساطة المشهد والصورة.
كيف يهدأ صخب حرفه فجأة. . كيف سكت عصفور نيلنا .. هكذا ؟؟؟!!! في وردية ليلية أم متى ؟؟؟!!!!
كل شيء يصمت. . يترك بصماته في أرواحنا. .
أدفع حسابي أنا الآخر. .
واخرج من البوابة. . أتفادى ذلك الطفل. . الذي أفلت يد أمه ليركض. . إلى المكان الذي أغادره.
نعم سنغادر جميعا أماكننا. . وسيأتي غيرنا
يجلس. . أو يقف مثلنا. . او يسير دربنا. . أو ربما يشق من دروبنا دربا جديدا. . ليتشكل العالم بالماضي والحاضر من أجل الغد الآتي..
أقف على الرصيف. . المجاور للمتجر. . الموازي للطريق السريع لغربتي. .
أرسل له الرحمات. .
وأعود إلى بيتي. .
بخطى
مالك الحزين. .