إعلان

الرئيسية » , » سدرة الوصل شهوة الموصول | هشام محمود | سلسلة كتاب الشعر | العدد الثامن والسبعون

سدرة الوصل شهوة الموصول | هشام محمود | سلسلة كتاب الشعر | العدد الثامن والسبعون

Written By موقع يوم الغضب on الاثنين، 24 أغسطس 2015 | 1:44 م

                            
  

إهداء

إليْكَ   
                                                        لَعَلَّكَ تَرْضَى ،
         وَلَعَلِّى 


هشام محمود






مُفْتَتَح

مَنْ يَمْلكُ قَلْبَاً

كَقَلْبِي      
                                                    
 فَليُحِبكَ    

  كمَا أحبُّك

هشام محمود

















قُلْ إنَّهَا هَالة
تتهللُ في دمها الكائناتُ ،
وفي وِردها تتواردُ ..
آياتُ منكشفٍ ،
جاده الغيثُ ؛
فاربدَّ وجهُ النوافيرِ .
من أيقظَ الوَردَ في رئتي ؟
هل مدارٌ يُخايلني بالتحَوُّلِ ؟
هل هالة خلعتْ سورة الضوءِ ،
وارتدت القيظَ ؟
أو حوَّمتْ حولَ نافذةٍ ؟
شبهِ مغلقةٍ
في جحيمي ..؟!
تمدُّ الفراغَ إلى سدرةٍ ..
تحتوى مدناً من أساطيرَ غائمةٍ ..
تتهجَّدُ نافلةً لي ،
وتسرقني من دمى ..؟
كيفَ
- إذ تعبرينَ على ضفتي -
يصبأ الليلُ ..
في مدنٍ تنتشي لعوارفِهَا ..!
فلأمدَّ دمى لدمى ،
والفراغَ لأسئلةٍ ..
سامَها العاشقون .
كيفَ
- إذ تخمشينَ النزيفَ المُنَاوىءَ -
لا أحتويكِ ؟
ولا أبعثُ الفرحَ المُسْتَطَارَ ..
جنوناً يُمالؤني ،
أو يُمازجني في الأثيرِ ؟!
توشوشُ أشياءَهَا الريحُ ،
والظلُّ مُتكيءٌ فوقَ جسرِ الرؤى .
فتباركَ من مدَّ ظِلِّي
ولو شاءَ ........،
قلْ : إنَّها هالةٌ ..
برقَتْ ،
واستنامتْ على وردةٍ ..
باجتراءِ الصهيلِ ،
وعنفِ الشتاءِ .
تهيؤني لانفلاقٍ ..
على صخرةِ المُطلقاتِ ،
ائتلاقٍ ..
على طميةٍ في الفراغِ ،
ووعدٍ بأن نلتقي ..
حينما نفترق .

***
( ديسمبر1995م )

  








سدرة الوصل ..
         شهوة الموصول
           (حوارية)

( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ  قِبْلَةً تَرْضَاهَا )(1)

- تهيأتَ لِي
أيها المُتَشَظِّي ..                                                          
 على شاطيءِ المُمْكِنَاتِ ؟
- تهيأتُ لك
- أنا ...
- واحدٌ !
- أيها الجمعُ                                                       
  إني تعلَّقْتُ بالمُطْلَقَاتِ ،
وفي برزخِ الليلِ ..
أسرجتُ ديمومتي ..
في دمِ الضَّوءِ ،
بحتُ ،
اصطفيتُكَ ..
إذ ذوَّبَتْنِي المَقَاديرُ فيكَ
ارتشفتُ حليبَ النبوةِ ..
مِنْ بينِ عينيكَ ،
أبْتُ ،
وآبتْ لِيَ الأرضُ ،
آبتْ لِيَ الكائناتُ .
تهيأتَ لي ؟
والمدى المُكْفَهِرُّ بوجهِ الرُّؤى : شبحٌ
يتأوَّدُ في دَمِىَ الغَضِّ ،
والصحراءُ : نزيفٌ ..
يُناويء مَيْتَاً ..
على جذعِ كافورةٍ ،
والمراسيلُ : رُوحٌ مُقَدَّسَةٌ ،
وعذابٌ مُقِيمْ
              ..........
- تهيأتَ لِي ..
              أيُّهذا السَّدِيمْ ؟
ملائكةٌ شَرِسُونَ ..
يجُرُّونني من بهائي ،
ويفترسونَ رُؤاي
سنا غامِضٌ ..
يتبوَّأُ مِن سدرةِ الوصلِ مقعَدَهُ ،
يتبوأُ مقعَدَهُ ..
من ربيعٍ أثيرٍ ،
فهل يطأُ الرعدُ مملكةَ اللهِ ..
مغترباً ؟!
أم تطلُّ النَّوَاميسُ ..
من كُوَّةٍ في دَمِى ..؟

- نظرةً
( نظري ... بدءُ عِلَّتي
         ويحَ قلبي و ما جنى
يا مُعِينَ الضَّنى عَلىَّ
          أعِنِّى عََلَى الضَّنَى)(2)
هييء الأرضَ ..      
إنِّي غريبٌ
بتلك السماء .
غريب ....
ومهدٌ من اللازوردِ ..
يُرَاودُ عنكَ عناقيدَ غيمٍ
مُجنحةً في الفضاءِ الرَّحيبِ ..؟
- أنا واحدٌ ..  
والفراغُ كثيرٌ ،
وعيناي لا تألفانِ ..                                        تَرَقُّبَ ما لا يجيءُ ،
فهل تُخْرجُ الأرضُ ..
أثقالَهَا مِن دَمِى ؟
والمواقيتُ مُوغلةٌ في التَّشَهِّي ،
وليلي مُسْتَغْرقٌ
في احتمالاتِ ..
من يَصِلُونَ الرُّؤى ..
بالرُّؤى .
واردٌ دونَ مَنْ وَرَدْ
        مقصدٌ فوقَ مَنْ قَصَدْ .
قد تناءى بوجدِهِ
            وتفانى بمَنْ وَجَدْ .
إنه الجمعُ مسَّـهُ
           طائفُ السِّرِّ فاتَّحَدْ .
هَلْ أُسَمِّى ..
دَمِى وردةً ،
ووريدي سبيلَ المُحبينَ ،
ثم يلفُّونني في هواي ،
ويُلقُونَ بِي ..
في الفراغِ / الكثيرِ ..؟
قُشَعْريرةٌ ثرَّةٌ ،
وسكونٌ جديبٌ ..
يُظلانِ رُوحي ،
فلأشرقِ الآنَ مِنْ مغربي ..!
يا ......
أظلُّ على موعدٍ باغترابي ..!
أظلُّ على برزخِ الليلِ مُتَّكِأً ..!
يا ......                                                                أظلُّ على موعدٍ ..
بافتراعِ الفواصلِ ..!
واصلْ دَمِى .. 
أيُّهذا السَّحَابُ ،
وصِلْنِي ..
تَصِلْ ..!
أنتَ مُنْكَشِفٌ ،
وأنا الكشفُ
فلتَسْتَبنْ لِي سَبِيلِي ؛                                           أرِدْ حوضَ وِرْدِكَ ..
في موكبِ الواصلينَ ،
ومجمرتانِ بعينيَّ
- يا ......
كلُّ هذا الرُّواءِ ..
ومجمرتانِ بعينيكَ ..؟!
- إنِّي تحللتُ ..
في جسدٍ طازجٍ ،
وتجلَّيْتُ للمُتَجَلِّي ..
كظلٍّ لأبَّهةِ الرُّوحِ ،
مُنْطرحٍ فوقَ جسرِ الغوايةِ ،
مُكتنزٍ بالسَّناءِ
( فلمَّا أنْ وقفتُ بينَ يديهِ ،
أهرقتُ دَمِى ..                                                     على أعتابِ سِدرتِهِ ،
ورُوحي ..                                                         على أسبابِ حضرتِهِ ،
قالَ :
آيتُكَ أنْ تُشَاهِدَنِي .
قلتُ :
آيتي أنْ أُشَاهِدَنِي )
ومائدةُ الوَرْدِ فِي أفُقِي ..
شفقٌ طالعٌ منْ نثارِ الأساطيرِ ،
يعرجٌ في هالةٍ مِنْ مواجدَ ..
مأخوذةٍ بتوحُّدِهَا
( فتباركَ مَنْ حَلَّ و احْتَلَّ )
فيمَ المقاماتُ حائرةٌ ؟
- في محبٍّ تَشَمَّسَ ..
تحتَ ظلالِ الغوايةِ ،
مُعْتَصِمَاً بالتَّخَلِّي ،
ومغترباً عنْ هواه
- دَمِى سيرةٌ للمحبةِ ،
عيناى : مملكتانِ ..
تزمَّانِ عذريةَ النَّارجيلِ ،
جناحاي : متكآنِ ..
لصبٍّ تأوَّدَ في سدرةٍ الوَصْلِ ،
فاهتزَّ عرشُ الرُّؤى
- هئتَ لك
-( هناكَ إلى ما أحجمَ العقلُ دُونَهُ
       وصلتُ وبي منِّي اتصالي ووصلتي
فَكُلِّى لِكُلِّى طالبٌ ........ مُتَوَجِّهٌ
         وبعضي لبعضي جاذبٌ بالأعنَّةِ ) (3)
سمائي مُبَرَّأةٌ عن تَحَوُّلِهَا ،
حضرتي مُغْرقٌ شَبَقِي ..
في تَبَتُّلهَا ،
( هاؤمُ اعتصموا بدَمِى )
إنه منزلُ السِّرِّ ..
في سدرةٍ أشرقتْ ..
في سماءِ تَوَصُّلهَا ،
( هاؤمُ اعتصموا بدَمى )
إنَّهُ ظمأٌ مَوْسِمِيٌ ..
تناسخَ في رحمِ الضَّوْءِ
- نجوى ،
- حلولاً ،
- معارجَ مِنْ فِضَّةٍ لا تريمُ ،
- مفازاتِ مُنْكَشِفٍ ،
- لذةً ،
- نزفَ مُبْتَعَثٍ من تَحَوُّلِهِ ،
- وردةً ..
لا تُقِيمُ ولائمَ بهجتِهَا ..
                 دونما .........،
أنبياءٌ يردونَ للرُّوحِ نَشْوَتَهَا ،
( فتباركَ مَنْ حلَّ
واحتلَّ ..
في وصلِهِ .......)
- هئتَ لك
- قلتُ ..
رُوحي جمعٌ ..
                يُوَحِّدُهَا فيكَ ..
                هذا البهاء .

***
(1) آية(144) سورة البقرة .
(2) البيتان للحلاج .
(3) البيتان لابن الفارض .

( يناير 1996م )















تناسخات

(1)
وجهاً
أتهيَّأُ
للهِ ،
فيا اللهُ
تهيَّأَ لِي وجهَاً ..
مَنْ يبتزُّ دَمِى .
      
(2)
وجهٌ في لونِ الموسيقى ..
يتخلَّقُ
مكتنزاً بتشهِّيهِ ،
وأوسمةٌ ..
تتماهى في عينيْ أنثى ..
خبَّأهَا في عينيهِ الوقتُ ،
وولاني وجْهَاً .

(3)
عينٌ متوحشةٌ ..
تتغشَّانِي بالنَّجوى ،
وبناتٌ ..
هيَّأنَ دَمِى لمواقيتِ الصَّحْوِ ،
وأشْعَلنَ الموسيقى ،
وفتى ..
أطفأَ عينيهِ البحرُ ؛
فغنَّتْ للبحرِ ..
بلابلُ دهشتِهِ ،
وامتنَّ البحرُ ..!
      
(4)
وجهَاً                                                                       يتهيأُ - لِي -
اللهُ ،
فيا اللهُ
تهيَّأْ ،
لي وجهٌ مقرورٌ ..
بتهيُّئِهِ ،
وتناسخِهِ ..
في هيئةِ ظلٍّ ..
مقرورٍ بي ..!



(5)
مُكتظاً بالرَّوعةِ ..
مدَّ كتائبَ عينيهِ ..
إلى عينيْهَا ،
مُحتفياً بهزيمتِهِ ..
فتمددت الشَّمسُ ..
بعينيهِ دليلاً ..!
   
(6)
وجهٌ مُبْتَلٌ بطفولتِهِ ..
تتغشَّى عينيَّ ملامِحُهُ ،
والوقتُ يُمالؤنى ضحكاً ..
لا أسْطِيعُ ..
له طلباً ..!

(7)
وجهاْ
- أتهيَّأ -
للهِ ،
فيا اللهُ ..
تهيَّأ لِي وجهاً ..!
مَنْ يبتزُّ دَمِي ..
إلاى ..؟!

***
( أكتوبر 1994م )
سفر الفتوحات

مفتتح

جملةٌ مُغْلقة ،    
وفتى حينَ يفتحُهَا ..
يفتحُ الأرضَ ،
و .....
واوُ عطفٍ تُرَاوغُهُ ،                                                     ثمَّ تفتحُ فِي دَمِهِ ..
كُوَّةً للسُّؤال .












فتح أول

واهماً آنَسُ النَّارَ ،
يا .....
لمْ أجدْ لِي ..
.. هُدَى .
يا .....
.. هُدَى
لم أجدْ لِيَ ..
يا .....
فافتحي بيننا الفتحَ ،
و اعتصمي بالغوايةِ ،
سحرِ القناديلِ ،
بوحِ الأراغيلِ .
مُدِّى إلى الغيمِ طَرْفاً ،
و طَرْفاً
أريقي دَمَ القلبِ في جمرةٍ
تتأبَّطُ لكنَتَكِ المُسْتعارةَ ،
و النَّاسكونَ يهلونَ مِنْ كلِّ فجٍّ ؛
ليعتمروا بينَ عينيكِ .
هل مطرٌ يحتويكِ ..
على وهدةِ الوعدِ ..؟!
هل سيرةٌ ..
تتثاءبُ في الذَّاكرة ..؟!


أيُّهذى التي حبُّهَا قَدَرِي
كيفَ قَدَّرْتِ كَيْنُونَتِي ..
في عيونِكِ ..؟
أوثقتِ رُوحي إلى مرفأيْكِ ..؟
توحَّشتِ حينَ توحَّدتِ فيَّ ..؟
توحَّشتُ حينَ توحَّدتُ فيكِ ..؟
الأماني تُرَاوِدُنِي عنكِ ،
ثمةَ عينانِ نضَّاختانِ ..
تضيئانِ ظلمةَ نفسي
فأفتحُ مملكةَ الحبِّ ،
و النورِ ،
و الرمزِ ،
و النارِ ،
و الجسدِ المُتَرَامِي ..
على عيني الظَّامئة .



فتح ثان

جسدٌ على جسدٍ و روحٌ في دَمٍ
              غضٍّ ...... و آلاءٌ على آلاءِ .
تجتاحُنِي حتى كأنَّ جوانِحِي
              وطنٌ تسـوَّرَ غـربةَ الغرباءِ .
فتوحشتْ رؤياي فيكِ و أيقظتْ
                رؤياكِ فِيَّ فمَنْ أضَلَّ الرَّائي ؟
هذا نزيفُ الكشفِ مُتَّكئٌ على
              وجهي ، ومعتصمٌ بحبلِ المَاءِ .
رَوْحٌ و ريحانٌ ونارُ غضَّةُ الـ
              أعرافِ أسكنَهَا المَدَى بردائي .
فلتفرقي دَمَكِ المُرَاوغَ عنْ دَمِى
             و لتسمعي للصَّوتِ و الأصداءِ .
جدبٌ يُراودني عن الذكرى التي
             صلبتْ بعينِكِ قـبلةَ الأضـواءِ .
و هوى يأولني بحزنٍ غامضٍ
                  تمتدُّ في أجوائِهِ أجـوائي .
عيني على عينينِ تنشقَّانِ فِي
             جنحِ الدُّجى ، و تُصَلِّيَانِ ورائي .
و تسلُّ لي سيفَ الغوايةِ وردةٌ
               صلَّتْ علىَّ ، و باركتْ أسمائي .
متثائباً (كالوقت) يشرقُ في دمى
             وجهُ الحريقِ ، و حرقةُ الأشياءِ .
سبحانَ مَنْ جعلَ الحقيقةَ صَبْوَتِي
             و الماءَ دربي ، و الهواءَ لوائي .
فتح ثالث

جسدٌ يخرُّ على وميضٍ ..
يثقبُ الرُّؤيا .
ويشعلُ جُلَّنَاراً فى دَمي ..
/ كيف افترستُ مدينةً
و أضأتُ فى سِنَةِ الأصيلِ ..
مواقعَ التَّأويلِ ؟
ثم أقمتُ تاريخي بمعراجٍ
وبُحْتُ ...؟/
الرُّوحُ : ميقاتٌ ،
و أيامي : صدى ..
يجرى على سمعِ الذي عيناهُ ..
زنبقتانِ ..
تستبقانِ ذاكرتي ،
وكَفَّاهُ سماءانِ ..
تُظِلاني .









فتح رابع

/ خطوة و تُهييءُ أعجازَهَا ..                                للنباتِ الجميلِ /
أيا أيُّها المُنزوي في صهيلِ ذكورتِكَ
الآنَ
تحصدُ ما يتيسَّرُ مِنْ وقتِكَ الفوضويِّ ،
و تختالُ فوقَ رصيفٍ من السُّحْبِ .
هذى المواقعُ مُشْهرةٌ ..
فى وجوهِ المُحَالينَ للحلمِ ،
هذا المكانُ مكانٌ ..
نواقعُهُ فجأةً ،
و على موعدٍ ،
و هذا الزمانُ زماني .
ستشربُ شاياً
لتحرقَهَا لذَّةُ الانتظارِ ،
و تمكثُ بضعَ ثوانٍ ..
تُشَيِّعُ أعداءَكَ الطيبينَ .
بلا قبلٍ أو عناقٍ .
/ لأنَّ الذينَ يُريدونَ سفكَ دَمِي
بعضُهُم أصدقائى ..
و أغلبُهُم ساكنٌ في دَمِي ..
لذا سأجرِّبُ أكلَ محبَّتِهم ،
و قليلاً من الحزنِ /


ترقصُ في دَمِكَ القُبراتُ ،
و تُرسلُ أمواهَهَا .
هل ستشرعني جوقةُ الظلِّ ..
سيفاً ..
بوجهِ المدينةِ ..؟
هل سيُرَاقبني ..
بشرٌ كالسَّحالي ..؟
يلفُّونَ أعينَهُم ..
حول رجليَّ ..؟
هل
سيواعدني اللهُ ..
فى بلدٍ طيِّبٍ ..
ثم
يتركُ
وجهي
ل
و
ج
ه
ى ....؟!

****
( يناير 1994م )



ألق على طمي الكتابة

قُلْ لو كانَ البحرُ مِداداً ...
قُلْ لو كانَ البحرُ ...
قُلْ لو كان ...
قُلْ لو ...
لو أنَّ هندسةَ المجازِ ..
تحدَّرَتْ من عنفوانِ الحذفِ و الإيماءِ ،
درَّتْ سابحاتِ القيظِ ..
فى كبدِ التجاربِ ،
أيقظتْ ..
وقعاً تناغمَ في متونِ الصَّحوِ ..
ناراً ..
يستظلُّ بها ائتلاقُ الرَّمْزِ ؛
لاحتدمَ النشيجُ ..
مواجداً ،
ألقاً خصيباً .
و البريقُ الأرجوانيُّ ،
التوحدُ ،
سكرةُ الشبقِ الرجيمِ
مفاوزُ العزفِ المُصَلَّبِ
في جذوعِ الرُّوحِ
- لو أنَّ الرُّؤى ...
- صمتاً بليغاً
إننا لمْ نبرح الأسلافَ
- لو أنَّ القصائدَ ..
- وردةٌ تلهو على جمرِ التَّوَحُّشِ .
لا انكشافُ ..
عوارفِ الإيغالِ في المجهولِ ..
يقطعُ ما تيسَّرَ مِن بوادي الصَّمْتِ ،
لا لغةُ المجوسِيِّ / الوَليِّ ..
تُزلزلُ الألمَ الحميمَ
- الأرضُ تِبْرٌ
و القصيدُ مدى تمدَّدَ فِيَّ
- لو أنَّ الجهاتِ ...
أنا المُهَيَّأُ للولوجِ إليكَ
من كلِّ الجهاتِ !
الرؤيةُ = الإسراءُ
( سبحانَ الذي أسْرَى )
احتراقي في عيونِ اللهِ = ميلادي
= تخلُّقُ جمرةِ اللغةِ العَصِيَّةِ
في بحيرةِ لازَوَرْد
أنا اصطفَيْتُكَ لِي
فكنْ لِي ؛
يبرح الأسلافُ ناصيةَ القصيدةِ ،
سنبلاتِ الرُّوحِ ،
آلاءَ التَّوَحُّدِ .
قلْ : هو الوجدُ المُرَاوغ
شهوةٌ قُزَحِيَّةُ الإيقاعِ
و العزفُ انتشاءُ ..
عوالمِ الألقِ الخَصيبِ
هو النزيفُ / الانشطارُ
صهيلُ رمزٍ لم يزلْ غضَّاً
تَكَشُّفُ جمرةِ الإيغالِ ..
في المجهولِ
عن كشفٍ جديد .

* * *
( فبراير 1995م )











احتمالات


(1)
مُحتملٌ
أنْ تتهيَّأَ لِي ذاكرةٌ
نسيتْهَا العرباتُ ..
على وجهِ الصَّحراءِ ،
و وجهي ..
يتهيَّأُ للنسيان .

(2)
مُحتملٌ                                                      أنْ أنسى وجهي
في عينِ ( هناء )
لتنسى فى عيني ..
وجهَ الأرضِ ،
وذاكرةً لطفولتِهَا ،
وحصاراً ..
في عينِ الشَّمس .




(3)
مُحتملٌ
أنْ تنشقَّ الأرضُ ؛
فتصَّاعَدُ أنثى تُلهمني الشعر .
مُحتملٌ
أنْ ينشقَّ القلبُ ؛
فيصَّاعدُ من بينِ جوانِبِهِ ..
شعرٌ ..
يخلقُ لِي أنثى ..
دافئةً كالأرض .

(4)
مُحتملٌ
أنْ ترشوَنِي الشَّمسُ ..
بدفءٍ يتسلَّتُ منها
/ غصباً /
بينا ظِلِّي يرشوها ..
بمقاماتٍ - في الضوءِ -
مُهيَّأةٍ لِي .







(5)
مُحتملٌ
أنْ تتهيَّأَ لِي عاصفةٌ ،
أو يلبسني برقٌ ..
يستحلبُهُ المشَّاؤونَ ..
على بردِ الفوضى ،
أو تتسلقني موسيقى ..
تسكنُهَا أنثاي .
/ على قَدَرٍ /
سوفَ أهيِّؤُ عاصفةً ،
برقاً ،
موسيقى ..
لحبيبٍ يسكنني .

(6)
مُحتملٌ
أنْ أنظرَ فى مِرْآتي ؛
فأراني .
مُحتملٌ
أنْ أثقبَ مِرْآتي ؛
فأرى الله .

***
( أبريل1997م )



غاية الصوت
           غواية اللون
(حوارية)

لا ليلَ يُشبهني ،
و ليلى مُغرقٌ فى البعدِ
فليمتدَّ عرافونَ فى رئتي ،
و تصهلُ غيمةٌ ..
في سربِ ألوانٍ يُحَلِّقُ ،
و المرايا تستردُّ الصوتَ ..
رمزاً شائكاً للماءِ ،
أو للنارِ ،
أو لِي .
إنْ تُرِدْ ..
تَرِدْ السماواتِ الطِّبَاقَ ..
مُكللاً بالوعدِ
- كيفَ يُتِمُّ وجهي بهجةً ؟
و اللهُ توقَ العارفينَ ..
لنزوةٍ في السرِّ قائمةٍ ..
توشِّى بالندى
جثثاً مُمَغْنَطَةً ،
و نيلاً مُتعباً ..
لا ينتشي ..
لمداولاتِ السُّحْبِ ..؟
- كيفَ موائدُ النَّجوى اصطفَتْكَ ..
لجمرةٍ ..
لمْ تعتصمْ بالحزنِ ..؟
إنَّ دَمِى لمنسكبٌ ..
على أطلالِ وعدٍ ،
و الرُّواةُ يُمَالؤنَ الجرحَ .
- تلكَ حقولُكَ امتشقتْ ..
سيوفَ الحزنِ ..
في وجهِ النَّهارِ .
- تراكَ غادرتَ الحقولَ ؛
لكي تُقِيمَ على أكفِّ الغيمِ ..
مملكةَ الغناءِ ،
و تستعيدُ رؤاكَ ..؟
أمْ إنَّ الفراديسَ استعارتْ ..
صوتَكَ المُنسابَ فى وهجِ التَّوَحُّدِ ؛
كي تهدهدَ صافناتِ الشِّعْرِ ..
عن آلامهنَّ ..؟!
- هو البراحُ ..
يمدُّ لِي كوناً من الآياتِ ،
و الماشونَ تحتَ سنابكِ الفوضى
يسومونَ المدى عصفاً .
فهل عيناكَ ذاكرةٌ لحزنِ الأرضِ ؟
هل شفتاكَ أسئلةٌ ؟
و هل هدباكَ ظلٌّ مُتْعَبٌ ..
يرتدُّ في رَحِمِ المجازِ ؟
- أنا بهاءُ الأبجديةِ ..
في دَمٍ أَحَدٍ ،
أنا أحَدٌ بأفراحي ..
بأتراحي ..
بمحرابِ الرُّؤى
أحَدٌ .
- تباركَ ..                                                                                مَنْ هداكَ الصَّوتَ و النَّجوى ؛
لتلبسَ وجهَكَ المُتَغَيِّرَ .
الآنَ البلادُ تطلُّ مِنْ عينيكَ ،
و الألوانُ تمزجُ دفأهَا بصداكَ
/ قسراً /
تستنيمُ ،
و جوقةُ الصوتِ المُضيءِ ..
تردُّ أحمرَهَا لأحمرِهَا ،
و أبيضَهَا لأبيضِهَا ،
و أسودَهَا لأسودِهَا .
- هي الأنثى ..
تطوفُ على دوائرَ مِنْ دُخَانٍ ،
تنتمي لهياجِهَا
لا شيء يغوي اللونَ ..
إلاها .
- لوقتٍ ما..                                                           سأصمتُ مُسْلِمَاً وجهي ..
لأعينَ لا تنامُ ،
أفضُّ موسيقى مراوغةً ..
تناسخَ ظِلُّهَا ..
في لذةٍ .
- ( وجهي لوجهي ..
سحاباتٌ مُفَزَّعَةٌ ،
و غربةٌ ،
و منافٍ ..
تشبهُ الوطنا )
- تقدَّسَ مَنْ تَحَوَّلَ ،
و البلادُ تهزُّ أعجازَ الفراغِ ،
و تستميلُ دَمِي إليها ..
شهوةً للوردِ ،
متكأ لحلمٍِ مُشْرَبٍ بالحزنِ
يا اللهُ ...
تلكَ عصاي واقفةٌ ..
على حدِّ الكلامِ ..
تُمَازِجُ الأصواتَ ،
و الألوانَ ،
تَشْدَخُ رمزي المُتَكَرِّرَ .
- الآنَ احتمالاتٌ تميدُ بمشهدي ،
و تردُّ لِي ..
وقتاً يُراوغني ،
و وجهاً غامضاً
( لا شيء ..
يغويني ..
سواي )

***
( فبراير1993م )
فصل(لام)

(1)
للشتاءِ الذي زاولَ السِّرَّ ..
مِنْ زمنٍِ
أنْ يزاولني ،
و أنا موحشٌ كالتقاويمِ ،
( ما لِي سواي )

(2)
للنوارسِ ..
أنْ تسأمَ البحرَ ،
للبحرِ ..
أنْ يسأمَ الشطَّ ،
للشطِّ ..                                                               أنْ يسأمَ الرملَ ..،
لِي أنْ أواعدَكُمْ ..
سأماً مُستعارا ..!

(3)
لِوَرْدٍ يُأوِّلُنِي ..
أنْ يؤولَ إلى صخرةٍ !
لفراغٍ يُرَاوِغُنِي ..
أنْ يُغامِرَ ..
بالازدحام ..!
(4)
لعاصفةٍ ..
أنْ تظلِّلَ أسئلةً ..
عَنْ مُحِبِّينَ لا يشبهوني ،
لأيدٍ خرافيةٍ ..
أنْ تُهدهدَنِي ،
و أنا قادمٌ مِنْ أقاصي الغوايةِ
حتَّى أقاصي الغوايةِ
منتشياً لِي ....،

(5)
لبردٍ
تسلَّقَ هذا الجسد ..
أنْ يردَّ دَمِى ..
لجحيمِ الأبد ..!

(6)
لعاشقةٍ ..
تتحوَّلُ عنِّي إليَّ ،
لأغنيَّةٍ ..
تتنزَّلُ منِّي عليَّ ،
لأرضٍ ..
يُجرجرها البحرُ مِنِّي ..
فتبحرُ فِيَّ ،
أخَلِّقُ ذاكرةً مِنْ هوى ..
يحتويها النَّسِي ..!
(7)
لبلادٍ ..
توشِّي تقاويمَهَا بالفراغِ ،
لمدٍّ ..
تمدَّدَ في رئتِي ،
لجبالٍ ..
تساومني في دَمِي ،
أنْ يُنَشِّرَهَا اللهُ ..                                                    في أفقي ..
كعبةً للمريدِ ،
و متكأً لِي ..!

(8)
للقطارِ الذي ..
قد يمرُّ على قريتي مُتعباً ..
أنْ يباغتَ ظِلِّي ،
سأضحكُ ..
مُنتشياً لدُوَارٍ تَسَلَّقَنِي ،
ثم أوقظُ ( كامو )
على طلقةٍ طائشة ..!






(9)
لهُمْ ..
أنْ يريقوا دَمِي ..
في جحيمِ الهزائمِ ،
ثمَّ يقولونَ للهِ :
كانَ فتى عاشقاً ؛
فارْحَمَنْ قاتِلِيهِ .
سيرحَمُهُمْ ،
و يمدُّ دَمِى شفقاً ..
بينَ جرحي و عينيه ،
اللهُ لِي .

***
( أغسطس1993م )



                


شاهد و مشهود


منهزماً - كالوردةِ -
يجتاحُ دَمِى الشارعُ ،
و الدوريَّاتُ الليليَّةُ ،
و الجندُ المُتَّكِئُونَ ..
على أعجازِ تَشَهِّيهِم ..!
يجتاحُ دَمِي الوقتُ المُقتدرُ ،
و صمتٌ ..
يتناسلٌ في عينِ الباعةِ ..!
تتأبَّطُنِي جثثٌ ..
تتسَلَّتُ مِنْها أدواتٌ للقتلِ ،
و تجتاحُ دَمِى ..!
ينتحلُ قداساتي ..
مأجورونَ اهتبلوا ورداً صحراوياً
فى رئتي ..!
تتماهى أورادٌ باردةٌ فى مائي ،
يا قسوةَ هذا الماء ..!
منتشياً - كالعادةِ -
و العَرَّافونَ يُعيدونَ قراءةَ وجهي
/ قد يقتلُكَ الوقتُ ..
و أنتَ تُرَاوِدُ موتاً مجانياً ..
عن موتٍ مجانيٍّ .
فلتبحثْ عن أسماءٍ أخرى للصبوةِ .
أنتَ المشمولُ بسقطِ جلالتِهِ /
يسأمني تاريخٌ مأهولٌ ،
و بناياتٌ مِن بردٍ و دُخَانٍ
تُولِجُ فى ( كَيْفِي )
إشراقاتُ ( مَتَاكَ )
بلوغَ الـ ( أينَ )
و ( مَنْ ) ،
و ( لمَاذا ) .
مزهوَّاً
تُصْلَبُ بينَ سؤالٍ و تساؤل ..
يسكُنُكَ المُحتشدونَ
على الماءِ ،
و صبارٌ مشبوحٌ في قلبي ،
و أنا أتقلَّبُ ما بيني ..
و الغيم ،
أردُّ لعينيَّ سواحلَ نائيةً ،
و قرابينَ تنامَتْ في ظِلِّ الوردةِ ،
/ أنتَ الشمسُ ،
و أنتَ الوردةُ ،
فاسكبْ وجهَكَ ..
في أمواهِ الدهشةِ ،
حينَ تراني ..
بينَ الوردةِ والظِّلِّ ..
عيوناً شاخصةً ..
و قناديلَ تردُّ لوجهي ألقَ النَّارِ ..
و مشهوداً ..
يشهدُ بعضَ هزائمِ شاهِدِهِ ..
في سوقِ الوقتِ /
تُرَاها اختلستْ دَمَهُ ..
هذى الصحراءُ ؟
و ردَّتْ أشواقَ بِشَارَتِهِ للرِّيحِ ؟
أم ابتكرتْ لغةً مُحْدَثَةً فى الوجدِ ؟
و منطقةً أخرى للموتِ ..
على قَدَرٍ ..؟!
يا هذا المسكونُ بدهشَتِهِ ،
أهرقتَ تفاصيلَ الضَّوءِ بعينيكَ ،
و راودتَ ( ابنَ الفارضِ )
عن وجهٍ مائيٍّ ..
تلتمعُ بعينيْهِ طقوسُ البرقِ ،
و عمَّدتَ الموسيقى ..
في رئةٍ شائخةٍ ،
و قصيدة .
منتصراً - كطيورِ اللهِ -
تزمُّ نبوءاتِ النَّارِ حواليْكَ ،
فتصَّاعدُ أبخرةٌ ..
أذهلهَا الشاهدُ عنكَ .
بلا وجهٍ أنتَ ،
و وجهُكَ معراجٌ لوجوهٍ ..
قَلَّبَهَا اللهُ بعينيكَ ،
و ولاها وجهاً ..
من سدرتِهِ .
أتشمَّمُ حوراءَ مُفَزَّعَةً
- كالأسئلةِ -
أفضُّ تباشيرَ الجلوةِ ،
تسَّاقطُ في عيني أقمارٌ
زائغةُ الأعينِ
يا اللهُ ..
تجلَّيْتَ فجلَّيْتَ دَمِي ..
ميقاتاً للإشراقِ ،
و متكأ لقميصٍ ..
ألقاه على وجهي البحرُ ،
فعادَ بصيراً .
في حضرتِكَ ارتدَّ العرَّافونَ ،
فعَرِّفْنِي ،
و تَعَرَّفْنِي ،
و اشهدْنِي ..
مُنهزماً - كالصبوةِ -
في عيني .

***
( يناير 1995م )







قالت الروح

قالت الرُّوحُ :
إنِّي تغرَّبتُ في جسدٍ ،
ثمَّ عُدْتُ ..
إلى الشاطيءِ المُلتهب .
تأمَّلَهَا جسدٌ مٌسْتَبِدٌ ،
و أشعلَ أشياءَهُ المُدْهِشَة .
***
مُسْلِمَاً وجهَهُ ..
لتضاريسَ مُبْهِجَةٍ .
لا يَنِي في تأمُّلِهَا .
فليعدْ وجهُهُ ..
مِن أماكِنِهِ المُغْلَقَة .
***
إنَّها فتنةٌ ،
و هو شيطانُهَا .
فلماذا إذن ..
- حينَ مُدَّتْ أمَامَهُمَا ..
سُبُلٌ للغوايةِ -
سارتْ
بمُفْرَدِهَا ..؟
***


آه
كَمْ أشركتْ بِي ..
تفاصيلُهَا الأنثويةُ ..!
بينا يداها تطلانِ ..
من شجرِ الوقتِ ،
مُمْسِكَتَيْنِ بِوَرْدٍ ،
و بانَتُهَا تتأوَّدُ ..
تحتَ طيورِ الكلامِ المُمَوْسَقِ ،
و اللغةِ المُتْعَبَة .

***
- واحِدٌ
- إنَّه أحَدٌ
- واحِدٌ
- إنَّه أحَدٌ
و أنا عندما جئتُهَا ..
لمْ أجدْ أحداً ،
فلماذا إذن عَشِقَتْنِي مراراً ..؟
و كيفَ أُلَوِّنُ أعضاءَهَا بدَمِي ..؟
و أموتُ شهيدَ مَحَبَّتِهَا ..
ثمَّ لا تحتويني ..؟

***
( سبتمبر 1996م )


نيل على نيل

النِّيلُ مُتَّكِىءٌ على سَبَبِي ،
وأسبابي رُؤى ..
نزفتْ مواقِعُهَا رُواء مَوَاقِعِي
ألقاً يلائِمُ سدرةَ الرؤيا ،
يُقَشِّرُ غمغماتِ المشهدِ اليوميِّ
عن لغةٍ تُعِيدُ كتابةَ الإنسانِ
ليتَ المُترعينَ صبابةً ..
يَسْتَبْضِعُونَ شواردَ الذِّكرى
إلى النيلِ المُخَضَّبِ باشتعالاتي
تُرى ...؟
- لو أنَّهم عقروا نِياقَ الارتقاءِ -
أكنتُ أكملتُ الديانةَ لِي ؟
و أوثقتُ المدى
للأرضِ ؟
للقيظِ المُرَاوغِ ؟
للهسيسِ المُستبدِّ ؟
.........
هي الغوايةُ لا تفارقني ،
و ليلٌ مُوغِلٌ في الصدِّ
هل وطنٌ على بندولِ دهشتِهَا
تأرجحَ ؟
هل دَمٌ مُتَخَثِّرٌ
آنستُهُ ناراً ؟
و كيفَ
- إذا افترعتُ نداوةَ المعيارِ -
أبقى مفرداً ؟
سببٌ تُمَنْطِقُهُ الغوايةُ لِي ،
هدوءٌ مائجٌ يغلى
( و نشربُ إنْ أردنا الماءَ صفواً )*
سنديانٌ
يستظلُّ بشقشقاتِ الغيمِ ،
نحلٌ طاعنٌ فى السِّنِّ
يألفُني ،
و آلفُهُ ..!
...........!
و تبتكرُ الفصولُ تحولاتٍ ..
تولجُ الأرواحَ في الأرواحِ
و الأجسادَ في الأجسادِ
تنتزعُ المواقعَ مِنْ مساءاتٍ
يؤرِّقُهَا اليقينُ ..!
فتنتشي للرعدِ أغنيةٌ ،
و يصهلُ سنديانٌ مُولَعٌ بالصَّحْوِ ،
تغفرُ لِي بلادٌ لستُ أعْرِفُهَا .
أنا النِّيلِيُّ
أشرقُ في سماواتٍ ..
تنازعَ أمرَهَا القِدِّيسُ و الوَثَنِيُّ
بينا اللهُ في ملكوتِهِ السَّامِي
يُعَلِّمُ آدمَ الأسماءَ :
ن
ي
ل
شهوةٌ ..
تتفيَّأُ الظِّلَّ الوريفَ
علي مسامِ البرقِ
ن
ي
ل
حائرٌ ..
في أبجدياتٍ تَغَشَّتْ بالزَّوَالِ ،
و زايلتْ مِلْحَاً
يفضُّ مُداولاتِ الوالهينَ
علي مسيسٍ مُوحِشٍ ،
ن
ي
ل
يُؤَنْسِنُ ما عسي يبقي ..
مِن الوطنِ الجمادِ
يهدهدُ الماضي
فتنفلتُ المفاوزُ مِن سناها ..!
قلْ :
هو النيلُ انتشاءٌ غامضٌ
حلمٌ تُرَاوِغُهُ المواسمُ
بينما النِّيلِيُّ ..
يُزْجِي في عيونِ الأفقِ موسيقى ..!
يُعيذُ نيازكَ الأفكارِ بِي مِنِّي ..!
يُسَيِّجُ في مداي سنابلَ التَّكْوِينِ ..!
لو أنِّي ..
لكنتُ ..!
ألمْ يكنْ لي ملكُ مِصْرَ ..؟
و هذه الأنهارُ مِن تحتي ..
تُهَنْدِسُ رغبتي ......؟!
نيلٌ علي نيلٍ
و يهدي مَن يشاءُ
لنيلِهِ الإنسانُ ،
آلاءٌ تُوَشْوِشُ بهجةَ الأمواجِ
تختطفُ المجازَ ..
من اشتعالٍ رائعٍ ..!
................،
هل يستميلُ النِّيلُ ..
سندسةَ المجازِ إليَّ
في وطنٍ يُرَاوِغُهُ الخَضَارُ ..؟
و يغتدي في مائِهِ اللُّجِّيِّ ..
بوحُ السنديانِ ..؟
يروحُ كورالاً من الأنوارِ ..؟
و النيليُّ مُسْتَلْقٍ ..
علي ألقِ الفصولِ
يزمُّ لذَّتَهُ نشيجُ السِّمسميةِ ،
تحتويه مواجدُ المَنْفِيِّ
في غبشِ التَّذَكُّرِ ..!
قلْ :
هو النِّيلُ ائتلاقٌ
و احتراقٌ
و ائتلاقٌ
و احـ ......./ تراقصُهُ ..
قناديلُ التَّوَحُّدِ
في مساءٍ مُفْعَمٍ بالتَّوقِ
يا أرَجَ الغوايةِ
قل : هو
النـ
ي
ل
أ
حـ
د .............!


* لعمرو بن كلثوم التغلبي                                               من معلقته (بتصرف)

***
( يوليو 1995 م  )


شَجَوِِيَّة

تعرفني ..
و لمتكآتٍ في عينيَّ ..
تمدُّ يديكَ
لتقطفَ وجهاً
يتقلَّبُ ما بينَ أراضينَ مُنَاوِئَةٍ ،
و سماواتٍ يتهيَّبْنَ دَمِي .
تعرفني ....
و العرباتُ الفارغةُ
و صمتٌ مأهولٌ
و كتائبُ موسيقى ..
اعترفتْ بالعارفِ
مهزوماً كالظلِّ ..
تراودُ صحراءَ تُرَشْرِشُ صُفْرَتَهَا ..
بالقيظِ ،
و تُسْلِمُ نفسَكَ للموتِ فريداً .
و الأنثى ..
ترسمكَ - الآنَ -
صليباً فوقَ الجدرانِ ؛
لتقتلَ دهشَتَهَا ..
من غيبتِكَ الأولى
و تطلُّ من الشرفةِ ضاحكةً
- كالوقتِ -
من الوقتِ
تعدُّ بطاقاتِ التهنئةِ ،
و تصطادُ عصافيرَ انتبهتْ ..
للفتنةِ في عينيْهَا ..!
يا اللهُ
اقتربَ الوعدُ
و ما زلتُ أُرَقِّشُ طمْيِي بالنارِ
تُوَشْوِشُنِي عينا أنثى ..
في ضيقِ الصحراءِ عليَّ :
( تَخَيَّرْ مَوْتَكَ )
أنتَ تَخَيَّرْتَ
فكانَ البحرُ سبيلاً ..
لخلاصِكَ مِنْكَ ،
و هَيَّأتَ مدى للبوحِ
فكنتَ الموَّالَ الحائرَ .
و الأنثى تبتزُّ الأشياءَ ،
و تشعلُ في عينيكَ
جَهَنَّمَهَا الأرضيةَ
- و الموعدُ منهزمٌ كالتأويلِ -
أطلُّ بعينيكَ
فتشرقُ في عيني أورادٌ ،
و قناديلُ يحضُّ عليها اللهُ .
و أشْتَاقُكَ ..
و رداً يتنكَّرُ للبردِ ،
و موسيقى صاخبةً
تتنكَّرُ للسَّلوى .
تعرفني
صوتاً يقتلُهُ الوقتُ ،
و صمتاً تتنازَعُهُ الأحلامُ ،
و موتاً / أنثى ..
وَشَّتْ ضحكتها بالملحِ
فساومَهَا ..
فيكَ الموت ..!

***
( مارس1996 م  )








سِفْرُ المَرَاثِي

(1)
ليسَ موتاً ،
و لكن غيابٌ ..
يوازي الحضور .

(2)
كان يهوى ..
لعبةَ البولنج ،
و الشعرَ الرومانتيكي ،
و الأمكنةَ المفتوحةَ
الآنَ - و قد ماتَ -
فمَنْ يُكْمِلُ ..
ذيَّاكَ الهوى ..؟!

(3)
أعلنتْ حُسْنَهَا ،
ثم ماتتْ .
تُرى ...
حزنُهَا ..
هل يموت ..؟!



(4)
أحكمتْ غلقَ أبوابِهَا ،
ثمَّ مدَّتْ يديْهَا ..
إلى اللهِ
فامتدَّ موتٌ جميلٌ ..
( يُلائِمُهَا )
و احتواها .

(5)
ليسَ مهماً ..
كيفَ نعيشُ ..؟
و لا كيفَ نموتُ ..؟
فقط
كيفَ لا نعيش ..؟
و كيفَ لا نموت ..؟

(6)
تحرقُهُ نارُ مواجِدِهِ
( عبثاً )
ستحاولُ أمواهُ الدنيا ..
أنْ تطفئها .
( عبثاً )
ستحاولُ عيناه المُدهشتان ..
ألا تنطَفِئَا .


(7)
الموتُ فجأةً ،
و الموتُ حَسْبَ موعدٍ
كلاهما موتٌ .
و أنتَ
- حَسْبَ ما أرى -
قد مت .

(8)
ماتَ ،
يموتُ ،
فهو مَيِّتٌ .
إذن
لا وقتَ للحياة .












(9)
- ماتَ ..؟
- لا لم يمتْ .
- ماتَ ..؟
- لا لم يمتْ .
إنَّه نفسه ليسَ يعرفُ ..
هل ماتَ أم لم يمتْ .
غير أنَّ انكسارَ ملامِحِهِ ،
و تَيَبُّسَ أعضائِهِ ..
يشهدان ..
أنَّهُ خارجٌ من إطارِ الزمان ،
مُسْرِجَاً خيلَ دهشتِهِ البكرِ ،
معتصماً بالدُّخَان .

***
( نوفمبر1997 م )










التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4