ابريق فضه
حسني الإتلاتي
إبريق فضة
((إلى عم عبد الحميد السيلي أبويا وأخويا وصاحبي
لايزال الناي حزينا منذ قطعوه من أمه الشجرة
رحمك الله يا نخلتي العالية أجر ماتعبت علينا ...
ابنك الناي الحزين / #حسني الإتلاتي ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ها أنت تتركنى أنا الشيخ المسنّ
كالطفل اليتيم !
قل لى إذن..
فمن على يديه أطبع قبلة الولاء فى الصباح ؛
وفى المساء أرتضى ذراعه وسادة ؟!
يا حجرة اليقين
يا نزف السنين فى دمى
ورشفة السعادة
هذا مكانك لا يزال شاغرا ـ حبيبي ـ
ملامح الوجه النبيل ...
شملتك القديمة ...
ثيابك القديمة...
عصاتك التى تهتز فى يديك /
ساق طفلة لم تبلغ الكلام
حذاؤك المقطوع كالأحلام
رائحة من الدخان فى كانونك الطينى
تقشع الصقيع عن أرواحنا وتنثر السلام
اكواب شايك المرّة رغم سكرها الزيادة !
حصيرك التراب
مخدتك الحجر
أدمع فى السر تعتب الزمان والمكان و لقدر.....
انحناؤك القليل
قامتك النخيل
عيناك لا تبصران جيدا الطريق
إيمانك العفوىّ والعميق
أنّ الله اجمل ما يكون
مما يقول العالمون الجاهلون على المنابر
الله جد راحم وغافر
سوف يقبل متعبين ماذاقوا النعيم فى حياتهم ...
ولا الحياة !
قل لى إذن يا أيها الضوء المسافر
يا نشيد الأرض
يا خريطة الطريق
يا بيوت العابرين
كيف تتركنى كدرويش يدور
يبحث عن وليِّهِ
وليس ثم اولياء
فراشة عمياء
وليس ثمّ نور ..
شجيرة مقطوعة الجذور
هلا تركت قبل أن تتركنى
قليل صبرك الجميل
ابريق فضة ألمّ فيه
بقيّة من قلبى المكسور
من ق ل ب ي ا ل م ك س و ر
