في أزمانٍ بعيدةٍ
كنتُ أبيع التوابل في أسواق روما
للنخاسين ، والصعاليك ،
وسيدات البيوت العريقة
وحين أصيرُ ضريرًا في المساء
أعملُ عرَّافا
عندي أسنان تنانين قديمة
ودماء عفريت أُصيب في حَلَبةٍ بالخطأ
كنتُ أعرف أشياء مبهرة
ولسوء الطالع
تنبأتُ لرجلٍ نبيلٍ في المدينة
أن زوجته تخونه مع عَبْدهِ الزنجي
فأَرْسَلَهُ ليقتُلَني ويداري الفضيحة
هربتُ ،
وعملتُ بحارا
على مركبٍ يصطاد حيتان العنبر
كنتُ أبقر بطن الحوت ،
وأرسلُ العنبرَ لبنتٍ في أثينا
عرفتُها ليلةً في حانةٍ
تبيع عبيرها للسكارى
حين أمسك البحارة بي ... رموني في الماء
بعد أعوام كثيرة
سافرتُ مُختبئا في موجةٍ صديقةٍ ،
وعدتُ إلى حقل أبي
أرعى أغنامه وأحرسها ،
رغم أن القرية ليس بها سوى ذئب وحيد ،
وبعض الثعالب
كنت أسمع أبي
كلما مررتُ به
يقول لجارنا في الحقل :
" ولدٌ خائبٌ ..
لا يمكثُ في عملٍ واحدٍ أبداً ".