في أول النهار،
وكعادتي مثل هذا الوقت من كل عام
أشعرُ بوحدةٍ شديدةٍ
بألمٍ يأكل روحي
مشيتُ إلى شجرةٍ كبيرةٍ في الميدان
وسألتها بعض عصافيرها لشرفتي
العصافير تبدو صالحة لهذا الوجع
قالتُ الشجرة أن الموسمَ موسم هجرةٍ
لا يبقى لديها طيور ،
ولا تمر بها ولو زائرة
لم أعرف ما سقط على رأسي ساعتها
أبقايا الندى ؟ أم دمعتان ؟
قلتُ:" أعيريني بعض ظلكِ ... حتى المساء فقط ؟"
قالتْ إن شرطيا أخذه بالأمس
حين كان يطارد لصا في الظهيرة ، ولم يعد
شعرتُ بوحدتها
فجلستُ جوارها ، وأسندتُ رأسي عليها
فيما كان الحطابون يمرون صدفة
وينظرون إليها كوليمةٍ
تصلح لبداية النهار