صغيرًا
في صباحاتٍ كهذه
أصحو بأحلامٍ كثيرةٍ
تصحبني في أول يوم مدرسي
وأخبئها مضطرا تحت أظافري
أحفظها سليمة للمساء القادم
اليوم ،
وفي طابور الصباح
نهرني معلم النظام :"لمَ أظفارك طويلة؟"
تحملتُ ضرب العصا
وحافظتُ على السر ، والخبيئة
وحين عدتُ إلى المنزل همست لها :
"دعيني أقص أظفاري
يدي تؤلمني " .
راوغتني
هربتْ بين الظفر واللحم
وغاصتْ في دمي
ولما انتصف الليل
لم أجد حلمًا واحدًا يصحبني إلى الِفرَاشِ.
يا الله !!
في شتاءٍ بهذهِ القسوةِ
ماذا يفعل طفلٌ صغيرٌ
وأحلام - بعضها كوابيس - تهاجر في دمي
وتمشي فى اتجاه القلب ؟!
......
في الصباح
وَجَدَتْنِي أُمِّي
أنزفُ على قبرها
وحيدا
لأنها لم تزرني بالأمس كعادتها.