أسامة بدر
في زيارتي لأبي اليوم
انتبهتُ أن المقابر حوله فارغة
خفتُ عليه من الوحدة
أعرفُ حبه للصحبة والمسامرة
كيف سيقضي الليل وحيدا في هذا الصيف ؟!
فكرتُ لو أتصلُ بجنودٍ قريبين
ونقيم حربا هنا ،
تكفي لتوفير الجيران ولو بإصابات طفيفة
غير أنهم مشغولون جدا الآن
لو استأجرتُ قطيعا من الذئاب
أطلقهم علي القرية المجاورة
ولكن ،
أليس مؤلما أن أهدي أبي جيرانا بأعضاء ناقصة
يئنون طوال الوقت
ونحن فقراء ،
لم يكن ممكنا بناء مقبرة بجوار البحر
فالغرقى هناك كثيرون
والماء يمنعهم من الضجيج
شعرتُ بالآسى لبرهةٍ
ثم عدت للقبر هامسا:
"لا تغضب
ماذا لو زرتني في المنام كل ليلة
وأطلتَ البقاء قليلا
حتى لو في هذا الصيف فقط
أنا أبنكُ علي كل حال ."