أَظُنّكَ تعرفه
جارنا الجديد
الذي كلما طَلَّ من شرفته
رش أحزانه على الناس في الشارع
فَتَعْلقُ في أثوابهم حتى المساء
أكنتَ تعرف أنه يتحول إلى قطٍ منزليٍ
كل ليلةٍ
ينطُ علي السطوح
يأكل بقايا الطعام
ويتلصص على جيرانه
أحيانا تأكله الشهوة
فيغتصب قططا بريئة
لا تتحول إلى شيءٍ أخرٍ أبدا
لا تندهش حين تجده يُطعم القطط الصغيرة في الطرقات
هو ليس طيبًا كما تظن
أصبح أبًا لقطيعٍ لا يعرف أسماءهم حتى
بالأمسِ
كان حزينًا أكثر
فتحول إلى ذئبٍ فجأةً
أَكَلَ القطط التي على السطوح كلها
وظل يصرخ في وجه قمرٍ عابرٍ
فارتعشَ ، وتوارى في غيمةٍ
لكن عواءه أزعج زوجا
وأفسد عليه ليلته
فبادره برصاصةٍ في رأسه
نعم
هذه الجثة ليست ذئبا يا أخي
إنه جارنا الغريب
الذي كان يَرُشّنَا بالأحزانِ كل صباح