أسامة بدر
حين كنت طفلا
كنت أقتني نهرا في حجرتي
في الحقيقة كان هدية من أبي
لم يكن عيد ميلاد ولا شيء
هو لا يحب أعياد الميلاد
ولا يهتم
لكنه يفاجئنا بهدايا عجيبة
مرة أهداني حوتا
كنتُ ألهو به سعيدا
حتى عرفت أن نبيا يسكن في بطنه
فأَعَدتَه للسماء على غيمة كانت تمر فوق السطح
واكتفيتُ بتحيةٍ من ذيله
.....
حين أهداني أبي النهر أوصاني به
قال : "هذا صديق جيد"
لم يكن نهرا عظيما على أية حال
فلا جنياتٍ ولا أسماك ملونة
ولا غرقى طيبين
فقط ماءٌ وطمي
احتفظتُ به قريبا في غرفتي
يوم مات أبي .. اختفى
وحين بحثتُ عنه ...
كان عند القبر
يزَرَعُ طميه
فتنبتُ غابةٌ من الصبار
ويَنزفُ مائه كله
حتى أن غيمة مرت وقتها
لم تحمل منه شئيا