عن الحرب والانتصار
شريف حسان
لماذا لم أذهب للمدرسة اليوم يا أبي؟
في مثل هذا اليوم انتصر الجيش على الشعب الذي لا يُقهر
لا يُقهر مثل الاحتياج يا أبي؟
يا بُني: كانت الأرض مُحتلة فسكبنا الدماء واستعدناها
،نعم يا أبي، مثل القلب المُحتل بالمحبوب غير المبالي بلوعة العشق
فننزف الدماء موهمين أن في النسيان انتصارا وفي الانتصار حياة
يا أبي: القلب المُنهك من النسيان والنزيف يصبح كالصحراء
والأرض التي غرقت في الدماء لن تنبض مرة أخرى
في الأسبوع السابق طلبت منا مُدرسة الرسم أن نرسم عن الحرب والانتصار
فعاقبتني، لأني رسمت رجلا كهلا عجوزا يمسك كتابا أضخم مني، ويدون فيه ما شاء
وباقي العالم نيام، هذه هي الحرب يا أبي، الحرب داخلنا
والانتصار صحراء شاسعة لا يقطنها أحد غير الدم
هل تعلم يا أبي؟
،إني لم أشاهد حربا في حياتي إلا في الأفلام الوثائقية
،وأخاف التورط فيه وفي الحب
كلاهما لا داعي له فالعالم ضيق
،فدعني أنام يا أبي دعني أنام
،ربما أحلم إني قائد جيش فاشي
يحمل قلبه في صندوق الذخيرة
وينتظر غزالة تائهة عن القطيع، ليُصوب بندقيته نحوها
فترتد الطلقة لصدره فينزف ويتحول لجذع شجرة جافة في أرض الانتصار