هذى البلادُ لا تجيرُ شاعرًا
عبدالناصر الجوهرى
وأهشُّ غُنيْماتِ الشِّعْرِ؛
لأن الذئبَ قريبٌ
من قطْعانِ الغنمِ
وأجاورُ ما فى المعنى
حين تُفخَّخُ - واللهِ - عبارةُ فقْهى
أو لغتى
مهما اتسعتْ أو ضاقتْ
فى القِدَمِ
وأفوِّضُ إطنابى للهِ؛
اذا هجرتْنى مُلْهمتى
أو نبذتْنى مُنْتدياتُ مثاقفتى
أو زملاء دوامى
أو ضاق جوارُ بلادى من دارةِ حرفى ،
أو نغمى
أعقدُ مثلى مثل الصبح لواءً لخلاصى؛
لو أَفْلتُّ بَعَيرى
من شَرَكٍ ،
أو لغَمِ
وأهشُّ غُنيْماتى
أرعاها فى الليل الحالكِ..
والظُلَمِ
وأحوِّطُ قافيتى
بخيوطِ القمرِ المُبْتسمِ
لو شَرُدتْ منِّى شاردةٌ
أعرفها من مُقْلتها
لو كانت وسْط مجاز العَجَمِ
راهنتُ على وديان محاصرتى
وقريحةِ طبْعى المُحْتدمِ
يشهدُ كرِّى أو فرِّى
ما كنتُ أهرولُ للخلْف..
أهمُّ لأصعدَ بين القِمَمِ
ما استأذنتُ بسوْقِ (عُكاظى)
أن يتدلَّى تصريعُ مُعلَّقتى
من أستارِ الحرمِ
ولأنى مثل أراجيزى
أشعر بالغربةِ فى وطنى
ليس شعورى من سَقَمِ
لكنِّى
أسمعُ أنَّاتِ القطْعانِ..
إذا صرختْ من أَلَمِ
اقترب الذئبُ كثيرًا
من ينقذُ عيْرى
أو غنمى؟!
إنى أضمِّد توريتى
وأرتِّقُ تفعيلاتى
بالقَلَمِ