إعلان

الرئيسية » » ذلك الذي تقدس حتى في العذاب | يوسف مسلم

ذلك الذي تقدس حتى في العذاب | يوسف مسلم

Written By Unknown on السبت، 14 فبراير 2015 | 4:27 ص


ذلك الذي تقدس حتى في العذاب
يوسف مسلم


لصوصيةُ الدراويشِ في المواجدِ، وهم يتعاطون آخرَ مسحةٍ من خطى النبيين، توافيك قيامةَ المدِّ بعد أن انتحرَ القمرْ، وأنتَ وحدك من يحقُ له أن يمعنَ في الجزرِ، حتى يحل بالأمواجِ المرهقةِ، ضوءً تباسط كالزبدِ، للذين أعياهُم الغرقُ و الظلامْ.

وقفةٌ، ثم إشارةٌ بأزوف الرحيلْ، تمهّل وأنتَ تمدُّ لعينيك مرأىً تتخطاه قراءاتُ التاريخِ والتراثِ، ألم يخبرْك الرفقاءُ بأن للبحرِ قوانين، إذا اخْتُرِقَتْ، يغرقُ، يبتلعه اليابسُ، يستحيلُ إلى هشاشةِ الصوتِ المفرّغِ من الحروف؟!

في عمقٍ ما لن ترحمْك آلهةُ البحرِ من الحيتانِ و الدواماتِ، سوف يسقطُ فوقَ رأسِكَ هِلْبُ البحارةِ الذين ارتَضَيْتَهم خلصاءً لك، ثم تمتصُكَ الأمعاءُ الخاويةُ عند الجرفِ الذي تسكنُه الملائكةُ، سيقولون عنكَ في رحلتِهم: محظوظ، تقدس حتى في العذاب ...... آلافُ الأقوالِ سوف تُنتَزعُ من الأفواهِ التي ضربها السكوت . السيداتُ على الشاطئِ عرايا، ينتظرنْ الحوتَ الذي يلفظُ لهن المغفرةَ, أنا وحدي أنتظرُكَ في حجرِ قريتِنَا العجوزْ، عندما تأتي سأخبرُكَ بأنني أستطيع الليلة أن أكتب أشدّ القصائدِ حزناً، أستطيع أن أمتلك الخوفَ من بؤبؤ عينيه و أجرجره إلى الهاويةِ؛ حيثُ يمكثُ كلُّ من لعنتهُمُ الصحراءُ /...... أرديةُ السادةِ /....... زفرةُ الجبلِ الأقرعِ /....... كيميا سرطانِ الروحِ /........ العشاءُ الأخيرُ........./ عندما تأتي سأكونُ على مقربةٍ من الجسرِ، أصيدُ السحاباتِ التي رقّع الربُ بها العالم.



...........

...........

جمجمتي لا تقوى على احتواءِ المطلقِ

كيفَ هانتْ في ليلةِ من السُّمِ والعسل؟

...........

.......

خنوم

أيها الإله الواحدُ الأوحدْ

يا ذا الملكوتِ الموشى بالأسرار

أغثنا

إننا جوعى

إننا عطشى

إننا خطاءون

ترفضنا التوبةُ

يدُ المسيحِ المزيفة

صكوكُ الغفرانِ

التي طمستها

الطبيعة

...........

...........

لماذا يستحيلُ الصهد في عينيك أغنيةً تغطي أوجه البشرِ المذاب عظامهم وسط الجحيم ؟ 

...........

........... 

تنهض في يديك نوارةٌ

ترقبني حين أجمع ما مزقته الوطاويطُ

على الجسدِ

ودقةُ الزارِ تعلن:

...........

...........

لماذا تختفي سلطانةُ الجنِ التي من جدائلِ شعرها تتشكلُ الوديانُ في مهد ثراك ؟

...........

...........

وبلا شكٍ

سوف أعرفُ وجهك

من وجوهِ الأولياءِ

في حضرةِ أم هاشم

...........

...........

لماذا أنت وحدك القدوسُ في تلك المدينة ؟

...........

...........

هل رأيت الكهرباء

تتسلق جزعي

صانعةً

جرحًا غائرًا

في الروح

...........

...........

كانت وكنت، وعلى طريق القلب يحدث دائما، أن أستهل الحزن بالدعاءات الغبية كيما أبارك الضعفاء في كف نبي.

.....

.........

.............

عبر الشراع

وكنتُ من وراءِ ظلِهِ

أوزعُ البركاتِ على قومٍ سكارى

أنا التابعُ المأمونُ

والمتبوعُ الأمين

يا ندى

إليك هذا اليراعُ

الساكنُ تفاحَ قلبك

قلمٌ و محبرةٌ

وفصلٌ من سيرةِ المجنون

ولتلك المقدسات

التي اعتصرها القنص

شرفُ الله

ورأس الحسين

ومصحفاً مسجى

.............

.........

....

وكانت الأيام مخمورة

وندى على درج البراءةِ

توشوش الصبحَ

تحلم بفرسةٍ بيضاء

تلهو بمنفضةِ ذكرياتي

وأنا أصيح

ضحكت ندى



الغيمةُ

تسائلني عن معنى الكتابة

ولماذا تُحتَقنُ مني القصيدة في الرمز

ألهذا أبقع سراويلَ البناتِ

بالألم ؟!



قالت: أحب تذكاراتِك الحمراء و البيضاء والسوداء.

قلت: خذيها واحذري، فالسم دائما يسبح في العسل. 

قالت: احملني مثل فراشة تلعق من زهر حنانك الذابل.

قلت: لك الحنان.

قالت: هل كل أقلامك سوداء ؟

قلت: أحرقتها العلاقات الدنسة.

وقال البحر:

هكذا ضحكت ندى

و لربما كان السحاب قصيدة

من حس تابعنا الأمين

و الشعر كان على الديار

كأسقف من خوص

ندّاه الحجر

احمليه يا ندى

كمدينة الطفل المقدس

كالمغارة

جزع نخلة

أو غبار 



عائداً من جحيم العقاب ولوثة الرؤى، أحصد شتات أدعيتي وليس لليتامى عندي طعام، غير ملح ترسب على الجفن. اليوم سأعلم الأحجار والطرقات أن تنطق بكل اللغات وتبكي بلغتي الخاصة التي اختلطت فيها كل معاني الإنسان - الإنسان، سأودع البطولة راحلاً إلى جحيم آخر، ربما حياة قصيرة نقضيها حائرين كالكتب التي اشتريناها ولم نقرأها بعد، وربما تنبت لنا جماجم واسعة وأجنحة من فضة.



التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4