قصة حبيبين ...من الأوراق القديمة
أحمد عبد العزيز
وجائتك تبكي , وتلعن قوما
وتروي ..وتشكي .. وينفضّ يوما
وأنت تعاني بهذا الحديث
وينهال فـ القلب دمعاً حبيس
ويغضب منك صديق جليس
وتصبح من دون طيف أنيس
ويصّفر لونك يوماً فيوما
كأنك أفنيت عمرك صوما
وأصبحت للحزن بيتاً أميناً
يعودك رغم صدودك دوما
ولا لن تشم رياح الفرار
فها قد تعريت جاهاً وقوما
وعشت مع الحب دون الوجود
فما عاد يشغل قلبك لوما
وبُحت إليّ بما قد تُعاني
ففاض الفؤاد بسرد المعاني
وأضحى لحزنك قلبي حزيناً
تجرعتُ هماً وكرباً سقاني
وأَنى التقينا تفيض الدموع
ويُقتل في القلب صوت الأغاني
فقلنا سنذهب يوماً إليها
لنمسح دمعاً روى مقلتيها
ونغزل منه عقود الأماني
ونطرح فرح الهوى في يديها
وجاء صديقي اليها سريعاً
وجائته فوق خُطاً بارده .!!
وأضحى يُعد كلاماً جميلاً
وتنظر نحو الفضا شارده
ورحنا نُذكّرها بالسنين
بأيام حب لنا شاهده
فقالت دعوني وشأني وحيده
فإني لهذا الهوى فاقده
وإياك تزعم أنك حبيبي
وأن المشاعر لنا عائده
ودعك من الشوق والذكريات
فكم قد غدوت لها عابده
وضيعت عمري علي ما تُعاني
الى أن غدا جثث هامده
وحاول لتنسى طريقي ودربي
فإني سأصبح غداً سيده !!
وصاح بدمعِ غداً يافؤادي !!
وأضحى صديقي كرعدِ ينادي
وقالت ستأتي تُصافح زوجي
سيمحو مجيئك عني سهادي
وراحت بعيداً وينظر إليها
ودمعي حبيس ويبكي عليها
وعدنا سوياً نجُر الخطاوي
فما كان دمعاً علي مقلتيها !!
وثالثنا كان صمت رهيبً
به مات حلم علي راحتيها
وذلاً كسانا بهذا اللقاء
وحل الجفاء ومات الرجاء
وعدت لبيتي كما عاد يبكي
ضياع السنين وزيف الضياء
وعاودت بيتي كثير الهموم
وقيدت نفسي بهم المساء
وأشعلت ناراً على العاشقين
وأقسمت أن النساء سواء
ومرت شهورا وقلبي رهينا
فبحر الخيانة أفنى الوفاء
وقابلته ذات يوم سعيداً
يرى البدر حيث أضاء السماء
فقُلت وقلبي يرفرف سروراً
أتتك وصانت عهود الولاء ؟
فقال بلى هو حب جديد
سأسلك منه سبيل الثراء
وما ذنب نفسي لتبقى وحيده
وفــ الأرض حوراً يُردن الشراء
فقلت وقلبي يردد ندائي
أبالمال لطّخت وجه الحياء !؟
فبئس السنين التي جمّعتنا
وبئس السقيم وبئس الدواء
وفارقته إلي لست أدري
طريقاً ولا لست أبغي رجاء
وأحسست قلبي عديم السرور
ويشكو لموت الضيا والثناء
ويبكي علي الحب حيث التقاهُ
شريداً وحيداً عقيم النداء