مرآة
مصطفى حسان
أنا فضةْ..
مُنْضَبِطَةْ
لا أَمْلِكُ أَيَّ مَفَاهِيم مُسْبَقَةٍ عَنْ أَحَدٍ
لَكِنِّي أَبْلَعُ تَوَّاً مَا أُبْصِرْ..
لا يَغْشَاهُ الحُبُّ أَوِ الكُرْه..
وأبلعهُ بِالضَّبْطِ كَمَا يَظْهَرْ..
لَيْسَتْ بِيَ قَسْوَةْ..
لَكِنِّي صَادِقَةٌ
أنْتَشِرُ عَلَى الأَرْكَانِ الأَرْبَعَةِ بِعَيْنِ إِلَهٍ أَصْغَرْ..
أَتَأَمَّلُ طُولَ الوَقْتِ جِدَاراً في وَجْهِي
بِالْلَونِ الوَرْدِيِّ مُبَقَّعْ..
ونَظَرْتُ إِلَيْهِ كَثيراً جِداً،
حتى أصبح جُزْءَاً مِنْ قَلْبِي
لكنْ.. يُومِضُ في شَكْلٍ مُتَقَطِّعْ..
فالظلمةُ ووجوهُ الناسِ كثيراً مَا بَيْني والحائطِ تَقْطَعْ..
وأنا الآن بحيرةْ..
تَنْحَنِيَ امْرَأَةٌ مِنْ فَوْقِي
هِيَ تَبْحَثُ فيما أَكْشِفُهُ الآَنْ
ثُمَّ تَعُودُ إِلى الكَذَّابِينَ
القَمَر أو الشَّمع
فأعكس ما أكشفُ مِنْ خَلْفِيَّتِهَا بِأَمَانَةْ..
فتكافئني بِدُمُوعٍ وهَيَاجِ الكَفَّيْنِ
أنَا الآَنَ أَهُمُّ المَرْأَةَ
هِيَ تَأْتِي وَتَرُوحْ..
وتزيلُ الظلمةَ طَلَّتَهَا كُلَّ صَبَاحٍ..
فانغمستْ فيّ فتاةً،
لكن الأيام ستأتي وستذهب..
وعجوزٌ تدنو منها كالسمك المرعب..