هو
يوسف مسلم
- 1-
هو شاعرٌ
يخبزُ جُرْحَه
رغيفًا صباحيًّا
ويُضيءُ اللّيْلَ
بصلاةٍ وحشيةٍ
لمقامِ عينيكِ
هو لا يحبكِ
فقط يتمنى لو أصبح
غيمة تُتَوّه أنفاسك
أو طائرًا تعذبه فخاخُكِ
حتى تتخذَ شفتاك
لونهما من دماءِه
- 2-
هو عاشقٌ
كان يحلُمُ بأرصفةٍ دونَ عساكرٍ
يلوثونَ خطاكما
لذا..
سيصحبكِ يومًا إلى قاهرتِه
بعيدًا عن العسكرِ والمخبرين والقوادين
حيثُ لا مطاعمَ للبيتزا في شوارعِها
ولا مُولاتٍ
تُفْرِخُ حكماءً للعالمِ الجديد
سيدعوكِ إلى كوبِ شايٍ
على مقهى فقيرٍ
بينَ طنينِ الذُّبابِ
واصطكاكِ أسنانِ العُمّالِ
حولَ عرباتِ الفول
وسيشربُ قهوةً
تُرتِّلُ على أذنيكِ
مقاطعَ من سيرته الذاتيّةِ
التي خطّهَا على رئتيهِ
بأعقابِ سجائرٍ
وكؤوسِ خمرٍ رديئةٍ
وسرطانٍ منتظرْ
رُبَّما تُؤْذيكِ لغتُه الخشنةُ
أو حجارةٌ تفرُّ منْ عينيهِ
كلما كتب قصيدةً
تنحرفُ عنْ وصْفِ ملتقى نهديكِ
لتصف جوعًا زنخًا
يتمددُ في عيونِ الفقراءِ
وربمَا ينجرِحُ خدُّكِ
حينَ تخربشُهُ تلكَ العيونْ
فمهلاً
وأنتِ تنفضينها عنكِ
فهى رقيقةٌ كرموشِكِ الناشبةِ في قلبِهِ
لا ذنبَ لها في همجيّتِها
ولا ذنبَ له فيكِ
- 3-
هو قاتلٌ
سيفتحُ صدرَه شباكًا
في الطابقِ الخامسِ والثلاثينْ
ليُجرّبَ انتحارًا أكثرَ عبثيةٍ
من حبِه لكِ
سيترك لكِ رسالةً تحت الفنجانِ المقلوبْ
يهديكِ فيها
ميراثَ أهلِه الذي هو صليبُه
صورٌ قديمةٌ/
أحجبةٌ نُقشت بدمِ الغزال/
مزهرياتٌ رخيصةٌ /
آيةُ الكرسي على حائطِها المشروخ/
طقوسُ القهوةِ الغامقةِ/
خوفُ من نعيبِ الغرابِ في الصباحِ/
دموعٌ تطفرُ من العينِ في أوجِ الضحكْ/
سذاجةٌ في الحبِ/
اشتهاءٌ لخبزِ القمرِ/
ألزهايمر/
[ به مات أبوه وجده
وبه سيعيش ]
- 4-
هو ...
من هو؟
هو ليس واثقًا أنَّه يحبُّكِ
لكنه يثِقُ أنه يغَارُ عليكِ
كطفلٍ
يكرهُ خطابَ أمهِ الأرملةْ
بمشاعرٍ ليست أقلُ بلاهةٍ من قصائدِه
يحدثكِ عن إلزا وعيونها
عن فائض القيمة
وأعتاب الباشوات
وتواريخ الهزائم والتبعية
عن تلاطمِ الدمِ والأحلامِ
فِي المظاهراتِ
وَفِي النِّهَايَةِ
دَائِماً ينسى
أَنْ يمتدحَ الوشمَ المتقنَ فوق ردفيكِ
لكنّه يثقُ
أَنّه أحبَّ ارتعاشةَ أَصابعِك
فِي مصافحةِ الوداعْ
