والشعر ماشى فى طرقة العنبر
زين العابدين فؤاد
والشعر ماشى فى طرقة العنبر
الأغنيه الثانية إلى باسمه
الحلم يفتح بوابات السجن
البحر يدخل جوه زنزانتى
الحلم ولا انتى؟
بيدخل الزنزانه من غير اذن؟
الحلم يحفض نمرة الزنزانه
يعرف خطوة السجانه
يتخفى فى الألوان
الحلم أخمر فص رمانه
الحلم أخضر خضرة العاشق
أحمر حمار النار
الحلم أزرق زرقه الاشعار
الحلم أخضر خضرة الأسرار
يسرقنى ويسرق لى نيران الشعر
والشعر يمشى فى طرقه العنبر
فى فسحة الشمس،
فى الدوره،
وفى التمامات
وانتيى قصادى وأنا باكتب قصيده
والشعر ملو الزنازن
ويا حيرتى فى البدايات
أبدأ بأيه القصيده؟
أكتب قصيده ليناير؟
عن الحوارى اللى جاربت
عن الرصاص فى الحناجر
يهزم رصاص العساكر؟
عن العيال والحجاره
طايره بتبنى المناره
وتنادى شمس الفقارى:
يا شمس مصر القويه
ياشمس كل الجراح
مدى دراعك معانا
وامليها قمح وسلاح
ده احنا الحوارى اللى حاربت
واحنا الحروب اللى جايه
ابدأ بايده القصيده
أكتب قصيده عن النهار فى السجن؟
عن فرحة الزنزانه بالشاى المهرب؟
عن "الكريمى" وشوقه للقهوه
ولا غزل "رمزى" فى ريحة البن؟
أكتب عن السجن؟ ولا أكتب عن المساجيت؟
عن أم جابر فى الزيارة الأولى؟
وهيه بتبوس الكلام والسلك
وعنيها وودانها وايدها النحيله
قروشها القليله
دموعها، ضلوعها
شبعها، وجوعها
لبنها اللى جف
بدنها اللى شف
خوفها اللى خايف
ماضيها، آتيها
لسانها، كيانها
على السلك صبحت بدن م الشفايف
تبوس الضنا، والكلام، والسلك
أكتب عن أم جابر ولا عن جابر ندا؟
عن جابر المخطوف من أولادة الأنعاش
عن الكلاب ربطت فى ايده القيد
بدل الدوا والشاش
عن صوته- هو الضعيف البدن
هو العميق الجرح
عن صوته ورد الفرح
راية فى صوارى الشوارع
م السجن: للمحكمة
ترمى بذور النهار:
"إرفع إرفع فى الأسعار
واملا سجونك بالثوار
مش هنخاف، من هنخاف
لامن قلعة ولا استئناف"
عن جابر الوديع الطفل؟
عن جابر الفقير الطفولة؟
ولا عن أم جابر فى الزيارة الأولى
والحج فى الزيارات؟
والشعر ملو الزنازن
وياحيرتى فى البدايات.
أكتب عن الشمس ولا عن "فاروق رضوان"
تفتكرى خوفنا عليه وهو فى الجرنان؟
والموت ملاك حاطط على جبينه
حارب مع الفقرا، وحارب الموت
حارب مع الفقرا بنيران الصوت
وصوته أصبح فاكهة العنبر
قاطعه الرصاصه نص شريانه
ضمرت يمينه
فايته الرصاصه من دراعه لحشاه
الدم هاجر الدراع
لأ
دى الحياه
الدم طار عصفوة تحمل راية الثورة
خرجت جيوش بكره
اتفجرت أرض " الميدان"
انشقت الأرض، سالت مية المحاياه
طالت لسانه
اتفتح العشق ورده فى كيانه
قادت نيرانه
هاجر ملاك الموت بعيد عنه
رجع فاروق رضوان من الموت النيشان
ودخل جنينه فى عنبر التأديب
ومابين بلاط العنبر الدايب
الأصفر الشاحب،
شحوب الموت،
اتمدت الأيد اليمين
الناقصة شريان وقدره
تكسى البلاط ورود وخضره
والشعر يشرد بيه فى كل الجهات
والشعر ملو الزنازن
وياحيرتى فى البدايات
اكتب عن البحر، ولا عن كتف الجبل؟
اللى بتقوى خطوته ف كل الفصول
اللى تزهر ريحه فى كل المواسم
اكتب عن الحب؟ ولا عن "عطيه سالم"؟
اكتب عن الجى؟ ولا اكتب عن العرق
وعطيه سافر فى السجون والمصانع
من النسيج، للورق
م الحضرة، لما الليمان
من السكندرية، لأدفو
من السجن، للنقل
من النقل، للفصل
من البيوت، للشوارع
"بنتى الكبير عروسة
واصغر ولادى فى سنه سادسه
ما اعرفش ايه أخبارهم
ولا يعرفوا العنوان
سافروا فى اجازاة المدارس
أنا كنت بايت لوحدى
وصلت كلابهم لم لمحهم حد
ويسيبنى نابته ف جسمى وردة خجل
ويدب فى العنبر فى شمخة جبل
جبل ما يعرف آهات
والشعر ملو الزنازن
وياحيرتى فى البدايات
اكتب عن اللهفة؟ ولا اكتب عن "أحمد نصر"؟
عن قلب كل الرفاقة اللى معصور عصر
على ورده العين، خوف لايدبل ضياها
وتنشف دماها
ويصبح بريقها : قزاز
وأحمد نحيل القوام
أربع عيدان م الجريد
والصدر قفص الحمام.
واحمد بيسلم بسلوى
وسلوى فى السجن تحلم
تحلم بديلة جواز
تحلم بمسكن جديد
تحلم ببستان حنان
وأحمد، يسافر، يسافر
سلوى فى سجن القناطر
وأحمد فى قلب الليمان
وأحمد يحب الهزار
ويحب روض الفرج
ويجب يلعب كوره
ويحب وردة عينه يفتحها النهار
ويحب مصر تنام فى حضن الأمان
ويحب سلوى تبقى آخر صوره،
قبل المنام.
وفى المنام يحب يحلم بسلوى
وتزيد عليه الآلام
يخجل من الشكوى
وأحمد يهزه الغضب
لما يشوف الطبيب بيأمره المخبر
لكنه عارف اننا فى السجن
علشان بنحلم مصر تتغير
والصور تصبح أصولها
الأرض تتحرر
والمصانع ملك عمالها
ويومها: هيعود الطبيب للطب
وأحمد مهندس فى الحديد والصلب
فى العين اصابه قديمه
لكنها فى السجن تصبح شمس سوده
تصحى:
يتوه أحمد.
تنعم من تحته الأرض،
تبقى له مخده،
يدبل فى عيون العنبر كل الورد.
تغيب،
يرجع للأرض النبض
تنبت فى العنبر ورده
تحكى عن أحمد نصر.
تعرف كل الحكايات
والشعر ملو الزنان
ويا حيرتى فى البديات
والشعر يمشى ف طرقة العنبر
فى فسحة الشمس
فى الدوره
وفى التمامات
وانتى قصادى وأنا باكتب فصيدة
والشعر ملو الزنان
ويا حيرتى فى البديات
والشعر ماشى فى طرقة العنبر
فى كل خطوة قصيدة منسيه
جنية تهرب بيه فى المساحات
تضحك وتغوينى على البدايات
تفتح خزاينها اللى ساحراها
تتمد كفى عليها ما ألقالها
وتسيبنى قبل ما أوصل النهايات
والشعر جوه الزنان
الشعر براها
والشعر جوه السجن، بره السجن
وانتى قصادى وأنا باكتب قصيده
وانتى قصيدتى ومرايتى
والبحر ولا أنتى؟
بيدخل الزنزانه، من غير أذن.