مساءان فقط .. لا غير
(( مـساء لي :
" 1 "
بخطوط قليلة
مستقيمة و مائلة
و منبعجة .. ربما
أستطيع رسم أشكال عديدة
و ملامح أناس
قد أعرفهم فيما بعد
أصادقهم .. أو لا
أبيعهم قرنفلاً
أو أقرأ عليهم أشعار " رامبو "
كلها
أو أقتلهم جميعاً
لكنني في ساعة ما
سأمحوهم بالتأكيد
بممحاة صغيرة
أحتفظ بها في جيبي
" 2 "
أحبها كثيراُ .. جداً
لهذا
أرسم ملامحها كما ستكون
بخطوط مائلة .. كثيراً
ثم أخبئها في عيون الملائكة
التي تصعد الأعالي
كل مساء
و عندما أطفئ الوهج
تكون كفي قابضة على الممحاة
بينما ذاكرتي
تتحسس ملمحاً لا يغيب
" 3 "
خط مستقيم بوضع رأسي
يعلوه خط مموّج .. صغير
إذن .. تكون شمعة
أطفئها و أنام
(( مساء لها :
" 1 "
بخطوط كثيرة
متداخلة .. باهتة
لا يمكنها رسم الملامح بدقة
يصبح وجهي ورقة خروع كبيرة
وزوجها مخنثاً
و قصائدها
أكذوبة بحجم مأساتها
هي لا تدرك ذلك !
فقط
تملأ أوراقاً بيضاء
و تسخر من الجميع
" 2 "
تحبني .. ؟!
ربما
لكنها تجزم بأن الخريف الماضي
أفضل الفصول القادمة
و أن الذين تتصيدهم على سطورها
ضحايا أقلام الآخرين
حسناً .. فليكن
" 3 "
عندما تستمع إلى " فيروز "
فإنها تغمض عينيها
بأمان
وبخطوط متكسرة .. متفحمة
تنتصب شجرة خروع محترقة
تبكي فوقها ملائكة
بعيون جاحظة
لا تشبه عيونها
التي لا تنام .. أبداً
(( مساء لا يأتي أبداً:
بخطوط مستقيمة
أو مائلة و منبعجة
متداخلة و باهتة
تمتلئ الصفحة بمشهد عناقنا
هذه الحقيقة تستطيع إدراكها
إذا محوت الصفحة
جيداً