سِفر الثورة
أحمد أسامة
في البَدءِ كانت الكلمة
والكلمة كانت غَيبا والغَيب أصبح ميدانا
والميدان هو الشعب، وهو الكلمة
والشعب يريد إسقاط النظام.
لَحِقهم فرعون وجنوده
قَتلوا منهم ألفاً أو يَزيدون
فلما أدركه الغَرق قال..لم اكن انتوي
وكَلف المجلس الأعلى بإدارة شؤن العباد
والله الموفق والمستعان.
عاد الفتى أدراجه..
جَلس إلى ظل شجرة يستريح من الهتاف
غَفَلت عيناه، فرأى خَمسين حِزبا
والجيش والشرطة رأهم له ساجدون
وحين استفاق سجدوا جميعا
إلا المجلس أبى واستكبر
ولم يكن مع الساجدين.
قال الميدان..
اجعل لي وزيرا من أهلي، فكان شرف
وكانت أطفيح وكانت إمبابة
وكان البالون ، وماسبيرو ومحمد محمود
والتوقيت الصيفي
فكفروا بالحرية جميعا
وعبدوا الحد الأدنى للاجور.
وانطلقا..
حتى اذا لقيا شهيدا فقتله
قال اقتلت نفسا بغير نفس!!
قال كذلك قال المجلس..هو عليه هين
هتفت الأمهات..
الشعب والجيش ايد واحدة
فهتف المجلس اخرج عليهن
فلما رأينه أبغضنه وقطعن أيديهن
وقلنَ حاشَ لله ما هؤلاء ببشر، وما تلك بأيدينا.
تعارفا بجمعة الغضب فتبناه
داعبه، لاطفه، أدبه، أوجعه
وبعد أخر مليونية صارحه
إني أرى في المعسكر أني أذبحك
أأفعل ما أؤمر!!
فأجابه..يسقط يسقط حكم العسكر
وعدى النهار
فراودها عن نفسها
وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها
فغلقت الصناديق وقالت..هيت لك
فخر ساجد وقال الله اكبر ولله الحمد
صرخ فيهم..أولم تثوروا؟
قالوا بلى..قال كتب عليكم الاقتراع
قالوا اذهب أنت وشعبك فأنتخبوا
إنا ها هنا معتصمون
قُتل منهم من قُتل وسُحل من سُحل
ثم أذن مؤذن اللجنة العليا
ألا إن حزب الإخوان هم الفائزون
ضَل طريقه
فمَر بِهم، وجدهم لازالوا هناك
من حوله يرجمونه ويُهللون
فقال لهم، من كان منكم بلا خطيئة
بلا تاريخ بلا جغرافيا
فلبلقه بالمولتوف
فأحترق المجمع العلمي بنيران الطاهرين
هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ..
قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا
في البدء كانت الكلمة
والكلمة صارت اية..
والأية تقول ولا ريب
ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ
========
