حُلْمٌ
عبد الناصر الجوهرى
كنتُ أحْلُمُ...
حين يحوِّطنى ضوءُ ذاك القمرْ
أنْ تطاردنى امرأةٌ
وتقولُ: أُحبُّكَ،
ثمَّ تلفُّ يديها،
تطوِّق لهفتها عنقى
أو تطيلُ إلىَّ النظرْ
وتراسلنى بالبريدِ..
وتُلْقى إلى شرفتى
- لتحدِّثَنى -
زهرةً،
أو حجرْ
لا تؤجِّلُ ضحْكتها
لو مررتُ على دارةٍ من هواها
ولا تستطيعُ بدونى
السفرْ
لا يُحلِّقُ طيفٌ لها فى القصائدِ؛
إلا وخبَّأ جُرْحى
وراء المجازِ..
وأَنْكرَ.. ما قد سُترْ
ثم تسألنى:
أوَجدْتَ عذابًا جميلاً
أدمْعُكَ عند فراقى انفجرْ؟!
كنتُ أحلُمُ
أنَّ ضفائرها
حين تُرْخى على مُهْجتى
فى هدوءٍ
ستُنْبِتُ فىَّ الهُيَامَ؛
تُذيبُ الوترْ
كنتُ أحلمُ ..
أنى سأجعل من ثغْرها زورقًا
لا يحطُّ ولا يستريحُ..
إلا لشوقٍ يعانق وصْلَ الجُزرْ
كنتُ أحلُمُ ..
فى قرْطِها
كيف أسكبَ سُهْدَ الجوى..
ثم هاجرَ للمُنْحدرْ؟
أين أنسامُها؟
أين جنَّاتُها؟
قد يضيعُ الأثرْ
قد حُرِمْتُ من العشق..
دهرًا طويلاً
وعشتُ أفتِّش عنها
وأرقبُ كلَّ وجوهِ البشرْ
ما وجدتُ سوى
غُرْبةٍ
والفؤادُ انفطرْ
هل سأعثر يومًا عليها
فحسْبى من الحُبِّ..
أنْ يتأخَّرَ سَهْمُ القدرْ