الطريق
نادية مدني
الطريق
مَرّ من هنا
يحمل الهَمّ القديم ويمضي
تتبعه دموعٌ أبت أن تتركه
مطأطئَ الرأس
يخاطبُ الأرض
علّها إذ تعرفُ الردّ تجيبُه
وينتهي الشارع
والأرض تتنهد.. ولا ترد
مرّتْ من هنا
خطواتها تراقص حجارة الطريق
طالعت أملاً عابراً بجوارها
أسرعت.. تنتوي اقتناصه
نادت.. فلم يسمعها
ركضت.. وركضت خلفَها حجارةُ الطريق
مَرّ من هنا
يطالعُ النقوشَ على الجدران
هذا المكان.. لم يعد كقديمِه
هذا المكان.. تغيرت ألوانُه
هذا المكان.. لم يفتح له الأبواب
راح الزمان.. بقي المكان
يسأله.. مَن كان؟ وأين كان؟
ولم جاء؟
لا يوجد بابٌ يعرفه
كل النوافذُ تنكره
وقررَ الذهاب
فما كان.. لم يعد هنا
مَرّت من هنا
تعجبُها الأغاني في الدكان
ترنّم الألحان
تصادقُ المكان
تتمهل الخطى كي لا تغادر
تتفقدُ المناظر
تحبُّ رائحة الحكايات
تسكن الوجوهَ والواجهات
هنا تحيا
وعند ناصية الميدان
تموت
لكنها تعود كلَّ نهار
تحادث الوجوه
وترسل التحية للشارع القديم
حيث تظل لأبد الدهر.. تعيش
مرّوا من هنا
وبقيت
أنتظر أن يمر بي الخبر اليقين
ربما اليوم
ربما غداً
أو بعد حين