إعلان

الرئيسية » » أن تكون شجرةً وسماء.. وخاطراً مزدحماً بالسأم | محمود قطز

أن تكون شجرةً وسماء.. وخاطراً مزدحماً بالسأم | محمود قطز

Written By Unknown on الجمعة، 16 يناير 2015 | 4:24 ص

في الواقع..

لن أُفلتَ هذه الرغبةَ من أصابعي..

وأكررَ مأساة َالحداثيين..

وهم يُراقصون رغباتهم في الظلام..

في الواقعِ..

أكرهُ التسويفَ..

وتأجيلَ الدهشةِ لأوقاتٍ غيرِ مضمونةٍ..

فأغدو بلا فائدة..

في الواقعِ..

قررتُ أن أكون شجرةً يابسةً..

وسماءً تمطرُ فوق جذوعي..

فتنتعش الحكاياتُ المرتجفة في الشتاء..

وتملأ المسافةَ بين السماء والشجرة..

بملامحي..

سأحكي.. أني اشتريتُ تفاحاً كثيراً

وقضمتُه في أماكنَ متفرقةٍ

وألقيت به في جيوبٍ مهترئةٍ..

أعودُ لها في آخر الليلِ مجهداً..

بأسنانٍ نائمة،

وأني اشتريتُ من الدكاكين أقلاماً ملونةً..

وبعضَ سجائري..

وعلكةً للفتاة التي.. تراقبني في محنتي..

لعلها تنشغل عني..

بالصدفاتِ التي تزينُ جسدَها..

وتتيحُ لخيالي فرصةَ أن أراها تفاحةً شرهةً..

تغوصُ في حلقي بلا هوادةٍ..

فأغني..

وأرسمُ قطةً تموء في البردِ..

وشيخاً يصارعُ الضجرَ فوقَ سريرٍ متهالك..

وجداراً يحصدُ الوقتَ والفصولَ والبشر..

سأحكي..

كيف كان البحرُ يبددُ شهوةَ الكلامِ..

ويقتاتُ ـ كالحُواةِ ـ من شقائنا..

سأحكي أيضاً..

عن الصبيةِ الأشقياء..

يزرعون شركاً قاسياً..

وفي فمه حبةُ قمحٍ لعصفورةٍ تائهة..

وكيف بكيتُ هذا الصباح

لأنها زقزقت في أوردتى المغرورة..

وشاغبت محنتي..

سأحكي عن المرأة التي تنظف أوانيها

بطمى الوحدةِ..

وتأكلُ ارغفةً قليلةً وتنام..

عن البلادِ المستطيلةِ والصحراء..

عن الماء.. ينظر خلسةً في فراغنا..

فلا نشبعُ من الماء..

عن النجومِ تغادرُ المجراتِ..

وتتدخلُ بغير لطفٍ في حديثنا..

سأحكي.. عن القطار الموعود بالبشر..

والبشر الموعودين بالسفر..

عن السفر في التفاصيل سأحكي..

عن الأشياء تعي.. ولا أعي..

يُحكى أن قلماً أزرقَ..

وورقةً بيضاءَ..

وفنجانَ قهوةٍ بلا رائحةٍ..

وخاطراً مزدحماً بالسأم..

ويداً ترتعشُ في المساء..

وجداراً هزيلاً يقاوم البردَ..

وساعةَ حائطٍ.. تقتلُ الصمتَ بتكةٍ منتظمة..

وناساً طيبين في جوفِ أسرّتهم..

ودابةَ عرجاء تفيضُ بالمحنةِ..

وأشياءً.. وأشياءً .. وأشياء..

في المسافةِ الملغومةِ هذه..

تردُ على لسان الراوي..

فيكونَ شجرةً بائسةً..

وسماء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قطز
الاحد 29 / 1 / 2012
الساعة 5 ونصف صباحاً

التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4