أعطها النايَ وإصمت ،
وإملأ بالسكوت الهواء
ثم انتشلها من بقايا الحلم المعرى
ولا تنتظر .
فيا أيها الرجلُ الذي
كتب تاريخاً لم يكن ؛
لاتفترش المرايا وأغلق العينين ،
أو فانتظر .
هكذا جاء العمر المهاجر من الليالي ،
حين لم ير ابتسامةَ السماءِ .
خلف جدارٍ
لم يزل يُكتب عليه أول حرفٍ من عناوين رمادٍ لم يكن يوماً جسد .
فأعطها النايَ
ولا تكن كالكونِ المهاجر ، حين أتى حاملاً أشياءه المبعثرة ،
لا يرجو من أرضها أدنى اهتمام .
سوف يترك رسالةً :
أنني حتى لو صادفتُ ناياً فإنني ،
لن أنتظر .
أعطها النايَ
أو أكتبها أغنيةُ وألقها ،
تأتيك أُنشودةً قد تُصبح في وقتٍ من التاريخ ،
أماً أو وطن .
فالآن لا تصمت ،
ولا تكن يوماً زارعاً للحزنِ جهلاً ، وإزرع النايَ بنفسك
وإلا فلتنتظر .
أعطها النايَ
ولا تلتهي في عدِ أمواجاً ذات يوما سوف تُصبح ،
بحراً من أناجيل القيامة .
وأمحو عتمةً من عينِ طفلة
– هكذا –
بقنديل
وأرقام
ومطرة
وصلاةٍ تحت أشجارٍ تفترشُ الأيام دون داع .
حين مسحتُ عرقاً تصبب بين شقوقِ أمنيةٍ
قد روى الأحلامَ حُمقاً ، وتوضأ ،
فلم يجد قِبلةً حين ،
لم ينتظر .
فلتعطها النايَ
أو اتركها تتلو ما تيسر من تراتيل المساء
على زمانٍ
لم يكن في حسبانه أن يعزف لحناً منفرداً.
على ما بقى من روح
لم تعرف يوماً
متى
كيف
أين
تتنزل آيات لانسان لا يعرف كيف ينتظر .
