أعيديني إلى عينيكِ
حسني الإتلاتي
أعيديني إلى عينيكِ
لي وطن نأى عني وأحبابُ
وبيت لونه طين
ومهترئ به البابُُ
أعيديني
فبالزيتون والتينِ
وبالصفصافة الصفراءِ
والخضراء في بعض الأحايين
أنا نضو تعاورهُ
وعصفور تناقرهُ
وليس معي سوى شعر
أراوده فيعصاني
ويعصاني ويرضيني
أعيديني
شوارع قبل ألقاها
على رجف تناديني
تُقبّلني وتَقبلني على ذنب
وتخرج من حقيبتها مناديلا
فتمسح عن جبين الروح غربتها
وتدخلني لساحتها
ومن برد تغطيني
........................
أعيديني
إلى صفصافة شرحت
متون قصائدي الأولى
وكم طرحت على قيظي ابتسامتها
ومال الجذع حين شدوت أرغولا
إلى بيت به حبٌّ
وبنت قلبها قلبُ
وأهجرها فتنظرني
وأسقمها فتشفيني
أعيديني
إلى صحب هم الصحبُ
إلى شيخ
حفظت على يديه النور والشورى
وياسينا
وأولاني محبته
إلى رجل تربينا بساحته
على التقوى
نقي الثوب والجوهر
يذوب حبه فينا
اعبدني إلى المسجد
فمنذ تغربي والله ما صليتُ إذ صليت
وكل تلاوتي صُدَفٌ
وكل فرائضي في البيتْ
فقبل الموت قبل الموت
رُدّيني إلي ديني
إلى أهل تغربنا لننساهم
ونصنع دولة أخرى
فكانوا العودَ والظلَّ
فإن ذقنا مرارهمُ
فَمُرُّ مرارهم يحلو
هم الأهل
هم الأهل
أعيديني
أعيديني