الوجه الذي قتلته المرايا
يوسف مسلم
انسلخت المراكب من مرافئها،
التفت حول برج لم يعد لأبوابه نزيف،
تسكنه الطلاسم و التراحيل
النذور المخلقة من وهج البعاد،
لم تعد تفكر في الدعاء،
القلائل من النساء يقرأن كفه
حين يتحسس قصيدةً فائرة الأثداء،
والكثيرات منهن يطلبن منه عنفاً أكثراً،
ويغنين له في أصائل الرحيل
هو ذلك المحب القديم
يسرج مخاوفه عند بوابة الميناء
وينتعل نشيد بلادي بلادي
ثم يسأل المسافرين
: هل كان أحدب نوتردام
يظن أزميرالدا قصيدة بلا شاعر؟!!
عندما واجهته المرايا بالأسئلة
قال : من كان منكم بلا خطيئة
فليرمني بحجر.
استعد الآن للرحيل
جمع كل تذكاراته في أيقونة الشمس
صور الطفولة،
الجرائد،
القصائد القديمة،
البطالة،
تواريخ الهزيمة،
ميكيافلي،
ماركس،
أمل دنقل،
أراجون،
بهية،
أميرته التي مازالت تنتظر،
قطعة من الشيكولاتة،
وثلاث سجائر،
ورحل