ديكوبي وا موجالي
زين العابدين فؤاد
ديكوبي وا موجالي : قصائد من السجن: حفظة القانون وحديث مع ابني
ديكوبي وا موجالي
الجانب الآخر من منتصف الليل
قصائد من السجن
حَفَظَة القانون
القاضي
يرتدي زياً
بالأحمر والأبيض
المستشارون
بالأسود والأبيض
المدّعي
يرتدي ابتسامةً مخطوفة
وأنا
أرتدي زياً مستعاراً
من حكمة جدتي
قالت باحتقار:
لا تتوقع العدالة
من محكمة مكوّنة
من بضع دجاجات
حديث مع ابني()
أمسك بيدي
وجذبني
نحو باب خروج الزوار
قال ابني
ذو السنوات الست
تعال معنا الآن يا أبي
- لا أستطيع
أجبته
لأني سجينٌ سياسي
ويجب أن أبقى هنا
لبعض الوقت
أجابني بحسم:
إذاً سوف أظل معك هنا
- لا يا مانديلا
أجبته بلطف:
لا تستطيع البقاء هنا
مع والدك
السجناء السياسيون فقط
يعيشون هنا
قاطعني بحماس غامر
وبراءة حلوة
- أبي
قل لهم،
أخبرهم،
أني أيضاً،
سجينٌ سياسي.
(*) سجن جوهانسبورج 30 أبريل 1988.
ديكوبي وا موجالي اعتُقل في نوفمبر 1983 ووُضع في زنزانة انفرادية في قسم للشرطة حتى تم توجيه الاتهام إليه بالخيانة والإرهاب، وحوكم في مايو 1984 وحكم عليه بالسجن مدة عشر سنوات، وقد أمضى فترة العقوبة في جزيرة "روبن" وهو السجن نفسه الذي استضاف لفترات أطول الزعيم نيلسون مانديلا.
خلال قضاء فترة العقوبة التحق الشاعر بجامعة جنوب أفريقيا، وهو مشروع فريد حيث إنها جامعة تضم مكتبة ضخمة ومكاتب للأساتذة ولا توجد فيها قاعة محاضرات واحدة، فهي جامعة للدراسات العليا للطلبة السود يدخلون خلسة ويلتقون بالأساتذة ويسجلون موضوعاً لدراستهم، وبالإمكان أن تتم الدراسة بالمراسلة، وكان ذلك حلاً عبقرياً حتى لا يتعرض الطلبة للاعتقال من البوليس العنصري.
حصل موجالي على درجته الجامعية في الآداب وأصدر ديوانه الأول "تعميد النار" بعد أشهر قليلة من سجنه.