لم يفرغ الصندوق منا بعدُ
لم تتجاوز الصدف السعيدة باب ذاكرتى
خيالى ملجأ للآخرينَ
وليس لى منه سوى ذاك الممر
و فيه طاولتى أرتب فوقها عمرى.
و أرقب قفزة الساعات من روحى
أحاول أن أمر على خريفى
ربما تمتص و حشته خطاى.
في غالب الأحيان لا أبدو رماديًا
ولكن زهو ألوانى يعكره انتمائى للسكون.
خوفى علىّ إذا مللت السعي نحوى
أن يعاتبنى ضمير.
فأنا أعانى من عتابات هوت بى
أفرغتنى من أناى و أخرجتنى عن نطاقى
استباحت من بياضى ألف شبرٍ
صرت حرًا .. لا أطير
في حيز لا يصطفينى
مجبر أن أستقر
لا حق لى أن أنتشى إلا خيالًا في ثبات.
نحن الذين تعثرت نظراتنا للحب
لا شيء نصافحه سوانا في الحياة.
لا أمر يستدعى انحناءً في دفاترنا
ولا أسرار نودعها الزهور.
الأمر أنا قد حرمنا الطعم فاشتقنا المذاق
و العمر أوله و آخره اشتياق
و على الطريق رسائل بالكاد ترسلها السماء
و حظنا أن نلمح الأقدار فيها
ثم نمضى
_ إن شيئًا لم يكن
_ سنذوق حلوًا بعد مرٍ
_ كل شيء سوف يمضى في طريق مستقيمٍ
هكذا دومًا نسيّر حالنا.
الحق أنا لا نسير.
نحكى حكايانا على أملٍ
تهدهدنا السطور
و بينها حرف يثور
صدق الحكاية سرها
و السر أوله الدموع
فقفوا احترامًا للأسى
لولاه ما عرفت جوانحنا الخشوع.