يَخْبو وحيداً
فادي قدسي
1-خَرَجتُ إلى النورِ
بدَفعَةِ القَدَّرِ
كما خَطَ القَلمُ
وَضَعَني برِفقٍ عَلَى قَارِعَةِ الطَريِقِ
ومضى . .
و . . مَضَت خُطَاي
يَتَّقَاطع ظلي
مع ظِلالٍ هَائِمةٍ وأُخرَى . . سَاكِنْة . .
نُشَكِلُ سَوياً .. وجوداً جديداً
كلما ألتَقَينا
2-
أَمر بظل عجوز
سَجَنتهُ ظِلال أَعمِدة شِبَاكه الحديدي
نَظَرتُ للشباك
وَجَدَّتهُ يُبتَسِم . . وَدَّعني مُلَوحاً بكَفهِ
وتَلاشي
لَكِنْ ظِلَه . . ظَلَّ سَجيناً . . بَيَّنْ ظِلاَل الأَعمِدةِ
وتَرَك وَرَقةً صغيرةً . . بحروفٍ مُهتَرِئَة
هُنا كُنتُ أَحيا . . وَحيداً وطَيَّرَها النَسيمُ المار بِنْا
3-
مَرَ ظِلُها البَاكي . . بظِلي
تَحتَضِنْ عُودَه
هَمَمتُ بالسؤالِ
أَجَابَتني
لم أَرِثْ مِنْه سوى وتراً واحداً . . أَعزفُ عليهِ آلامه
التي خَطَها في أوراقهِ
وأَوصَاني . . أَلا أُصلِحَهُ
وعندما يَنْقَطِع وَتَرَه الوحيد
أَحرِقُه . . وأَخلِطُ رَمَادَه بتُرَابِه . .
تَبتَعد عيونها الرِقرَاقة عني . .
وتُعَاوِدُ العَزفَ . .
مُتَلَحِفة بالذكريات . .
4-
لشجرة في نهاية الطريق . . أتجه
دروبَنَا مَنْها . . خُلِقت
وتَشَكَلَت . . بثَمَراتِها
فيها قصة خَلقنا
في ثمرةٍ لم يَقطِفها أحد
قَالَ لي أَجدَادي . . اسمي هُنَاك . .
مُعَلَقٌ عَلَى أحدِ أَغَصَانِها
ولم تَسّقطْ بعد
أَسيرُ . . وأَسيرُ
ولا تَنْتَهي الخُطى
تَلُوح لي مِنْ بَعيد
يَخبو كل ما حولي
يَهمِسُ النَسِّيم في أُذُني
بأَصّواتِ مَنْ سَبَقوني
شَمعةُ روحك
تَخبو رُوَيدا
ننتظرك
فأَترُك ظِلَكَ
حراً . . مِنْ جَسَدِك
فاليوم بَصرُك . . حَدِّيد
---------