إعلان

الرئيسية » » دُنيا جديدة | ياسمين عادل فؤاد

دُنيا جديدة | ياسمين عادل فؤاد

Written By Unknown on الاثنين، 2 فبراير 2015 | 2:59 ص



دُنيا جديدة


البنت التي استيقظت لتجد نفسها أُمًا فقدت الذاكرة دون سابق إنذار ولم تمنحها الحياة فُرصة أن تحتفظ بنسخة من ذكرياتها الحميمية مع الرجل الذي تُحبه فى مكان آخر لا تَنهشه أصابع الزهايمر المُبكر جدًا حتى أنها صارت لا تتذكر أنها نَسَت من فرط التوهان.


فقط تُذَكِّر نفسها كل صباح أن تُخبر حبيبها حين يعود أنه مازال رغم الدوامة والانشغال رجلها الوحيد قاهر وحوشها لكنها لا تتذكر إلا بعد أن يَخلد للنوم فتطبع على قلبه قُبلة وتنتظر الصباح التالي على أمل أن تنام الصغيرة مُبكرًا بالغد فتقضي ليلتها بحضن زوجها ليمنحها جرعة مؤقتة من الدفء والصبر.


**


الرجل الذي لم يبق له من الزواج سوى المصاريف والطلبات ولحظات حُب يسرقها خِلسة على غفلة من صغيرة لاتترك حُضنه الأسطوري متى تراه تمامًا كأمها فى عهد الفراغ السحيق أصبح فى وقت فراغه يُذّكِّر حبيبته بكل ما سقط منها فى جُب النسيان هامسًا لها بأن كل ذلك مؤقت كي لا تنهار.


فقط يجلس مُشتاقًا ومُنتظرًا امرأته أن تفتح له ذراعيها ليَقُص عليها حكايات أشباح تؤرق يومه فتمسح على صدره وتتفل يسارًا فيطمئن ويَنهل من رحيق عِشقهما ويَروي ظمأه إليها.


**


الطفلة التي هى الوَنَس والبهجة وسر الفرح الطليق تضحك فيصير كل شئ أجمل، تتعب فتُظلم الدنيا وتنطفئ زهوتها. لتَبقى هى أوضح مرآة يرى فيها كلٌ من البنت والرجل نفسه والآخر فتُذكرهما أن حُبهما وإن هدأ واستقر أصبح له الآن ثمرة تُقويه لا تُضعفه.



التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4