إعلان

الرئيسية » » حسابات قديمة ..! | عبد الحميد محمد

حسابات قديمة ..! | عبد الحميد محمد

Written By Unknown on الاثنين، 2 فبراير 2015 | 2:23 ص


حسابات قديمة ..!
عبد الحميد محمد


تدحرج حجري النرد كهرتين تركضان , تحاول احدهما الامساك بالاخرى .. قبل ان يصطدما بإطار الطاولة الخشبي و يعلنا عن نفس الارقام للمرة السابعة

_ دوش .. المشاريب عليك !

قالها و نهض في ثقة .. كأن ما فعله للتو ليس إلا روتين يومي محفوظ يقوم به بكل ما اوتي من رعونة و ملل

اما اصدقاءه فلم يسع احدهم ان ينبس ببنت شفة .. و هم يرون معجزة حقيقة متمثلة في رجل يعرف نتيجة رمي احجار النرد مسبقا .. حتى و ان لم يكن هو من القاها من الاساس

بالنسبة له كان الامر عادي جدا .. خاصة منذ اكتشف تلك الحالة الغريبة التي اصابته دون سابق انذار

انه يستطيع التحكم في الاجسام عن بعد بكل يسر و اتقان

المتابع الجيد له سيعرف ان انقلاب صناديق المهملات و تهشم مصابيح اعمدة الانارة على جانبي اي طريق يسير فيه ليس محض مصادفة

ميوله عدوانية تخريبية كما هو واضح .. مصيبة حين يتمتع شخص سادي مثله بمثل هذه القدرة .. و لكن المصائب تحدث للاسف

هل فكر في استغلال موهبته ؟

هل حاول الانتفاع بها فيما هو اهم و اعمق من التهرب من دفع الحساب على المقهى .. و التنكيد على خلق الله ؟

ثمة مدة معينة من العبث و العشوائية في استخدام ما جاءك دونما عناء

ستمر لا محالة .. و بعدها سيصبح استغلالك اكثر تنظيماً و منهجية

و تلك هي المشكلة

حدثني عن المال الذي يستطيع سرقته من خزائن البنوك و من جيوب المارة

حدثني عن الكوارث التي قد تحدث لكل ما يضايقه او يدوس له على طرف

ببساطة .. لقد تفنن في عمل كل شىء غير شرعي يمكن ان يخطر بباله

و هو الذي طالما كان ناقما على مجتمع نبذه .. و ازاله عنه كشىء قذر

الآن على المجتمع ذاته ان يدفع الثمن غالياً

..

الزواج لم يكن فكرة مطروحة في السابق .. اما الان و بعد ان صار غنياً فلما لا ؟

فليختار اجمل فتاة تقع عليها عيناه , و ان لم يكن يغريها بريق المال .. فإن حفنة منه على طاولة ابيها ستتكفل بالامر

و قد بات من الواضح ان فكرته تسير على ما يرام

والد الحسناء التي راقت له لم يصمد طويلا .. أنت تعرف تلك الاكليشيهات المحفوظة التي تتحدث عن حسن اختيار الوالد لزوج ابنته .. و تأمين مستقبلها .. و الحب الذي يأتي بعد الزواج .. الى أخر هذا الهراء

ستبكي الفتاة في البدء .. و تنهار و تهدد بالانتحار على اسوء الظروف .. ثم ترضخ لرغبة الوالد .. و تقبل بالامر الواقع

بيد أن الامور تكون اصعب .. اذا وجد شخصا آخر في حياة الفتاة

محاولة جريئة منها ان تصارحه هو شخصياً بموضوع حبيبها , على أمل ان يقدر حبها هذا و يصرف نظره عن فكرة الارتباط بفتاة لا تحبه

كانت تخاطب الانسان بداخله .. و لكن لسوء حظها كان هذا الانسان ميتا منذ فترة لا بأس بها

عرف منها تفاصيل اكثر عنه .. اسمه , عنوانه

تفاصيل كفيلة بأن يتربص به .. و يدبر له مكيدة تزيحه عن طريق رغبته الجنونية التي تتمثل في الزواج من تلك الحسناء و لو لليلة واحدة

مسألة تحدي ليس اكثر ..

كل ما هنالك انه لم يعد قادرا على تقبل فكرة انه عجز عن تحقيق رغبته رغم كل هذا المال الذي لديه

..

ما يتطلبه الامر ان يسير خلف الفتى .. و في لحظة مناسبه يدفعه عن بعد ليرتمي قبالة سيارة مسرعة .. بعدها تنتهي مشاكله

لن يبالي بالطبع بالبشر الذين تجمهروا حول جثة شاب في مقتبل عمره

لن يبالي بحسرة والدته .. و لا بقلب حبيبته الكسير

كان الفتى عقبة في طريقه .. و من العار ان تقف عقبة ما في طريق رجل يمتلك موهبة مثل موهبته

..

ارتمى على مقعد باحد المقاهي القريبة .. و اشعل غليونه و هو يشعر بنشوة الانتصار

لمح بطرف عينه ثعباناً يتسلل من احد الشقوق في بناية مجاورة

أراد ان يتسلى قليلا .. فراح _ عن بعد _ يرفع الثعبان عن الارض ثم يتركه ليسقط .. ثم يعاود الكرة من جديد

منظرا مذهلا .. ثعبان يطير في الهواء من تلقاء نفسه ثم يرتطم في الارض بمنتهى العنف و القسوة لكن احدا لم يلاحظ

شعر بوخز بسيط في مؤخرة عنقه .. تحسس مكان الوخز قبل ان يترك الثعبان لحال سبيله

..



نصب اصدقاءه في اليوم التالي سرادقا مهيبا لتلقي العزاء في صديقهم الذي مات دون سابق انذار

و حار الاطباء في معرفة سبب وفاته

الجميع اندهش من موته المفاجىء .. خاصة و هو الذي لم يشكو لحظة واحدة من اي مرض

بينما في مكان بعيد اخر

كان الثعبان نفسه .. يتسلى عن بعد بتعليق فأر من ذيله في الهواء



التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4