إلي أبي
ياسمين الشاذلي
عيونٌ وحشيةٌ
تلتهمُ كلّ ماتراه ..
عيونٌ ماهي بعيون
إنما هي أشباحٌ ليليةٌ!
أخشى أن تلتهمَني الأشباحُ
وأقابلك يا أبي في بطنها
ولن نسبّحَ
وهل لنا بمعجزةِ يونسَ مرتين؟!!
طيورٌ جارحةٌ يا أبي
تريدُ الانتقامَ
الحَق بي.. الحَق بي
الوهمُ ينسج من عباءته
خيوطاً عنكبوتية
تحاصرني
تبعث إليّ الشمس بتلغرافٍ
عله يدفئني
البردُ وشم ملامحك علي صدري
وليس ثمة َ غطاءٌ
يخبيءُ البحيراتِ التي
أنضبتها هجرة الطير المصاحب خطوتك
أفيالٌ تهدد بقاءَك يا أبي
أفيالٌ تتوعدُ بيتَنا بتحطيمِ صورتِك
ولم يعد جيشُ أبرهةَ
بل إنه جيشٌ من الأصواتِ يعلو..
أختبيءُ ..
أختبيءُ فيك
وكأن العالم يحضنني دون ذراعِك
وبصمت وحزن "كوزيت"
انتظر "جان فالجان"
أبحث بين الأساطيرِ
عن بعضِ الحطب
أحمله وأرتفعُ
حيث لايوجدُ غيرُ الدفءِ الحقيقي
في رُوحِك
وتبّت يدا من لم يأت
وتركَ أرضي للذئاب.
والشجيراتُ اللئيمةُ
ترتدى ثوبَ غروبي
شماتةً بي ياحبيبي!
والعرايا من الأطفالِ
في مجاعات البلاد ينتحبونَ
دون رؤيةِ وجهك الفضيّ
تلتصقُ بيَ الأشباحُ
أُنجِبُك إلهاً للوجع
للحنيــــــن
تلمّ شتات نفسي بابتسامك
بين أحضان السحاب
وتنسحبُ
علي عزف الكمان
أغتسلُ من الرحيلِ
أتخيل شفاه ربي
تطبع على جبيني قبلةً
أفيقُ وأغفو
أجدك نوراً يبعثرُ وجعَنا
بين القبور
ويخرج لِيَشُقّ وحدتنا
وتبقى طول الدربِ
بطلَ النورِ
رفيقَ الظلِ
بعثر كل صبار القبور
وَعُد.
