تعويذة المغادر
يوسف مسلم
1
خارجا منّي
إليك
أترك على السلك الشائك
بعضا من لحمي ودمي
تميمة للذكرى
يحج إليها المتعبون
2
كلما نظرت في عينيك
أرى نعشي هائما في البلاد
3
أنت مُرّي
الذي أربيه في حلقى
منذ بدء التاريخ
أنت القوس المفتوح لأعلى
ونقطة الحبر على خد السماء
أنت صلاة يونسٍ في شدته
وشهقة البحر
حين ابتلعني في نوة الكرم
أنت حلم كل يوسفٍ
وأنا يوسفٌ الأخير
4
ومثل قتيل
لم يعد يأبه بعدد الطعنات
التي تسدد إلى ظهره،
أجلس ساندا رأسي على ركبتيك،
وعيناي معلقتان بشصاص تدليها السماء،
سأعتصر قلبي لأسقيك نبيذا
ما شربته امرأة سواك
علّني أحيا من جديد
في وريدك الذي قطعتيه يوما
غضبا مني
5
أجهشت للبحر بسرك
برغبتي أن تصاغ الأبجدية
بسطوة حرف النون في سورة الرحمن
بوليمتي التي دعوتك إليها
: كوب شاي منعنع
وكسرة من خبز القمر
وأطباق لا تحصى
من غناء الصامتين
لا نبيذ في القناني التي وعدتك بها
فاذبحي وريدي واشربي
من سواك يروض همجية الخيول
في عروقي؟
6
أسميك..
ماذا أسميك؟
أسميك الدمعة في عين بنتٍ تيتمت للتو
أسميك الحجر في كف الطفل الفدائي
أسميك الهتاف في مسيرة الورد
لإسقاط مقاصل الإقطاعيين
أسميك تاريخ كل الاحتجاجات
أسميك كل اللاءات
التي كتبتها على الجدران الغضبى
أسميك كل الأرصفة الضجرة بالبيادات والمجنزرات
أسميك الوطن الذي أطارده
الجنة التي غادرتني
وأنا
آخر الأبالسة الحائرين
لازلت أنطق عن الهوى
فيتبعني الغاوون
وأقدم للطغاة علب الهدايا
محشوةً بالقصائد المفخخة
وافتح الباب أمام شفتيك
كي يضاء ليل زنزانتي
فلا تكون قبرا
يلم هزائمي