إعلان

الرئيسية » » دُون أسماء | شريف حسن

دُون أسماء | شريف حسن

Written By هشام الصباحي on الخميس، 15 يناير 2015 | 4:11 ص

في البدء
استقيموا واستووا
سُدوا الفُرَج 
الجميع هنا سواسية
"والسلام على من اتبع هواه وكان أمره زي كدة فُرطا"


نحن

..نحنُ الفقراء، نحب البراندي عن باقي الخمُور
..نضعُ الصديقَ في منزلةِ الربّ ونسكرُ معه في حانةٍ ضيقة
..نتحدثُ عن العالمِ ومشاكله بكل هدوءِ كأنه قطعة ثلجٍ ستذوب دون عناء
..نسخرُ من العاطفةِ والبكاءِ وحميميةِ الأهل
..نلعنُ الكوكبَ.. نُمجّد في اليسارِ ونسبُّ فيه الازدواجية
نفترقُ دون سلامٍ مقتنعين، كلٌ على حِدة، بأنه ما زال بصُحبة الباقين، 
..ويكملُ حديثهُ عن السينما والجنسِ وفوائدِ الانتحار


 لكن لا داعي للتحايل 
..اعلم أنني جسٌر لصداقاتٍ تطول
..منسق التعارف بين الغرباء
..أصنع ذلك جيدًا
..أقف خلف الكواليس
..يصفق الجمهور 
..أضحك وأعلم أنني أتممتُ لهم حياتهم
..أشعل النار فيهم، ربما يلهمني الرماد قصيدة جديدة عن الوَحدة


..كنتُ في محاضرة لبورخيس يتكلم فيها عن لغز الشعر
..وقفتُ أصرخ بكل ما أوتيت من قوة
..لا أريد أن أكون شاعرًا
..كنت أريد فقط أن أكون وهما خفيفا على قلوب الأصدقاء، ونجحتُ
..ولكني أُصِبتُ بداء الوَحدة كالإله


:في نهاية الرحلة أوقفني، وقال
.. في التخلي صحبة.. فلا تُضيّعها
..اجعل الريح تسكن بين شقوق القلب لعله يهدأ
..اترك فرصة للطرقات كي تغتسل منكَ
..أمهلِ الراحلين فرصة الرجوع ولو في الذاكرة
..اغترب فيك كي تلتقي بك واغتنم الوقت وانكسِر
..لا وقت للخداع والتسويف
..اجعل الريح تبعثرك وهي تغادرُ، فتُؤجَرُ على التخلي وتستمتع بالبقاء


هُنّ


..قالت: أنت تتغذّى على البشر
..نعم
حتى يصبح القلب جيفة صالحة للطيور 
..والبشر أيضا

سألني ذات مرة رامبو: مَن يوجع القلب أكثر.. تجارة السلاح أم كتابة قصيدة عن التوحّد مع الرمل؟
يا عظيم الشعر إن الطلقة تعيد الجسد إلى ذرات من الرمل المنثور، والتوحد في قصيدة يجعلك صافيا كالمرآة، -فكلاهما يا صديقي موجع للقلب 


..كان لابد أن تُدمى قدماها من المشي نزفا بين الضلوع حتى يتسنى لي التورط في الجريمة 
..يصبح التخلص رفاهية نعتذر لها عند كل مفترق
..نكمل الطريق لا للوصول ولكن لأن الرجوع أصبح ثقيلا


كنا نجلس صامتَيْن 
..تناجيني في سرها عن كذبة الأم في المهد: "ماتخافيش يا بنتي دي حتة لحمة زيادة"
..عن برودة يد المتحرش كيد الحبيب
!تسألني عن رحمة القسوة، وهل كثرة الدماء تدمي القلب؟
أقطع صمتها
!أتعلمين مدى جفاء قلب سائق التاكسي؟
..إنه مع كثرة العمل.. ندرة الأحضان.. يُشعل السجائر دون أن يهدي الركاب


!يا صاحبة القلب المهترئ من أثر الأهل والعشاق
الغواية فنٌ.. لكن
!كيف آمن لشفتيَّ في القُبلة والفمُ تملؤه الحروف والأسرار؟
لا تراكِ العين مثيرة
والدم يملأ المشهد
كيف يخرج الماء الدافق والصُّلب مُنهَكٌ؟ 
كيف بعد ذلك أستطعمُ طعم الترائب؟ 
يا ضائعة السبيل 
أكملي السبيل 


أريد من بئرك ماء
أقول: جفت البئر
لم يبق غير حشائش صغيرة على ضفاف القلب/ القبر
..فهل نترجّل على ضفافها مبتسمَيْن حكّاءَيْن لما مضى
..تبتسم: فليكن
أحكي.. فتستمع بكل حواسها
.. اقرأ لي شعرًا
..لا أحب قراءته ولا أجيدها.. دعينا نحكي عنه أفضل- 
تقطع حديثي وتقول: 
..أريد ماء من البئر
ابتسم وأنا أردد: هذا فراقُ بيني وبينك


أريد من بستانك وردة 
فتقول: الورد لم يزهر بعد، مازال في انتظار النّدى
..فهل ترضى ببعض الكلام المباح عنه
..ابتسَمتُ ابتسامة العروس
تتحدث عن أشكال الورود بعد الندى
..يحمر وجهي كوردة ضُخَّ دمُ اللون فيها
تسألني عن السبب
أقول: أريد من البستان وردة
تبتسم وهي تنطلق في الهواء كالندى: هذا فراقُ بيني وبينك


،إن احترمَتْ جفافَ قلبِكَ وإن احترمْتَ خصوصية بُستانها
فاحترم الرفقة وابتسم


غرفة 


المزاح باليَدِ
..القطارات
..السيارات المسرعة
..الزلزال الخفيف
..لعبة قطار الموت
..ممارسة الجنس
..أتحاشى الاهتزاز بكل أشكاله
..ربما أفقد السيطرة وأنفجر في البكاء كالأطفال


26عاما
..وأنا أحاول أن يلج الجمَلُ من سَمّ الخِياط
..مازال الجَمَل يحلم بالعبور
..والثقوب لا تبالي
..مستمرة في التكاثر


يارب تدخل مدرسة داخلي"
يارب تدخل الجيش
"..يارب تسافر
..هذا ما أتذكره من أمي
..لم يستجب لها الله ولكنه جمع الثلاث وقذف الغربة في القلب تجري مجرى الدم
..أعتقد أن هذا سببٌ كافٍ للشعور بالنشوة وأنا أغني "يا غربتي" في حرم الصحبة


.لأن أبي موقن أن الله يترك كل شؤونه الخاصة ليراقبه وهو يصلي 
أخذ أبي العجوز السلم الخشبي وصعد بين عمارتين 
يصلي وسط أكوم القمامة والذباب والقطط الجائعة أو النافقة
..كأنه رسام سريالي متجها حديثا للمدرسة الواقعية
في هذه المرة فقط قررتُ الصلاة خلف أبي


لحظة تكاسل من سحابة تأخرت في محاذاة الصف
فظهر الله متجليا على العرش 
وقعتْ عيناه على أمّي 
"..تقول لي: "يا ابني إنت مش بيعشلك أصحاب"
فهم الله أنها لا تقصد الموت، وربما أيضا كانت ساعة إجابة

التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4