زبيبة قالت له
شرين عبد الله
زبيبة قالت له : الله حق،
النار حق،
والعشق حق !!
فاختار أن يقينه بجحيم عشق زبيبة سيصير حقا
زبيبة كانت عنيدة
كانت إذا حلّ المســـاء
تقطّع التفاح كمـــداً
وتضيء حُمُرَ قدورها
كيداَ لنســـوان الزقاق
كانت تدق بزندها صبر الرجل
فتحيط سور شمائله
وبكل حب تقتله !
كانت تشق بصمتها سبيل جيده
تتلو عليه في هدوء الحيّ بعد التاسعة
شيئاً من الشعر الفرنسيّ
وترش فوق حنانها ملء الجهات الأربعة
بعضاً من العطر الفرنسيَ
فيروح طيّ الهمهمات
وتروح في غابات صدره
مريدة لصلاة صبٍّ.
زبــيبة –لا ريب- أنثى ساحرة
تفوح من روحها نكهات الوداد
وفي سناها طِيبةُ يحتاجها ذاك الجواد،
مع اعتبار السلامة من كل الشيات
والكرامة ، والعلوّ..
وأنها أمًُ الصرامة في القرار
والجاه –كل الجاه- صحبتها
وباختصار .. الأنس معها بلا مثيل
فزبيبة كالمستحيل
؛ كل ذلك كان أهلا للمحبة
وكان سببا لأن تكون المستقر
صارت إذا نظرت يذوب
صارت إذا أمرت يخرّ
!!
وحين تم تحققه..
نامت زبيبة ذات ليل في رواق خمائله
راحت بعُمقِ تَشوُّقِـه
استراحت من أفاعيل النساء الخاملات
ومن سواد الوحدة المدهون بسخيف السها
واستباحت كل شيء في جسد الرجل
شربت حميم تعرّقه
عشقت حفيف تحرّقه!!
لم تكن تدري "زبيبة" نصيبها من اسمها
حتى انحسام الأمر
ونصيبه من اليقين بأن عشق زبيبة سيصير حقه
حتى بيان السر
عرجت إلى باب السماء
تزف حمدا مستحقاً إثْر وقع الواقعة
تهدي الملائكة التي كثيرا بشرتها بالتتمة
حلوى ووردا فارسيّا
تنير بالعشق الثريّا
وتلمّ أذيال العذاب وتحرقه
تجثو كما شجر ورَف
وفوق ضلع حبيبها
تذوق أصناف الترف
ثم تغمض مستجمّة.