عاشق ليلى
أحمد عبد العزيز
عاشق ليلى
يا "عاشق ليلى" أعواماً
واليوم أتيت لتتركها
ويُعانق دمعك أحزاناً
وظُنونك راحت تقتلها
أهدتك حنيناً وسلاماً
وأتيت بنار تحرقها
أغرقت القلب بأوهامك
وستهرب أنت وتتركها
تتركها كيف وكلهمُ
سيظلوا يقولوا عاشقها .
*****
لكنك في بحر ظنونٍ
والموج سيكسر أقلامك
والناس جميعاً ساهرة
وستوقظ عمداً أحلامك
وغدوت تنادي " أكرهها "
لا أحد ينصت لكلامك
أو تزعم أنك تاركها
ومُمزج أوراق بيانك
تتركها كيف وكلهم ُ
سيظلو يقولوا عاشقها
*****
لو أنك تكرهها حقاً
لمِ تتبعها مثل الحراس !
لمِ تبدو دوماً في وهنٍ
لمِ تشرب من نهر الأحساس
لمِ فكرك يبدو مضطرباً
لمِ يشقي دوماً بالوسواس
لكنك تاركها خوفاً
كي تُسكت عنك كلام الناس
تتركها كيف وكلهمُ
سيظلوا يقولوا عاشقها
*****
أوقدت من الناس جحيماً
يزدادُ لهيباً بالماءِ
وبكيت كثيراً منفرداً
ودموعك تُمزج بدماء
وبلعت الصمت لكي تحيا
وقتلت الحب بأحشائي
وطرحت الجُبن على رحمي
ووضعت همومي وشقائي
تتركها كيف وكلهمُ
سيظلوا يقولوا عاشقها
*****
أنا كم أنصحك فصدقني
تركك أحبابك وحي مجون
إن تنصت يوماً للناس
ستعيش سقيماً عدد قرون
ويقول الناس عليك أذن
"عاشق ليلى" فاق "المجنون"
قد جاء سعيراً ذا لهب
وأطاح بجناتٍ وعيون
تتركها كيف وكلهم ُ
سيظلوا يقولوا عاشقها
*****
أنا ألف مُعذب ياعقلي
والقلب يؤرقه عذابا
وسلوكي يُشهدك بأني
كالراهب يعشق محرابا
فلتصفح يوماً ياعقلي
لتكون وقلبي أحبابا
تتركها كيف وهذا الكون
سيقول بلطف وعتابا
تتركها كيف وكلهم ُ
سيظلوا يقولوا عاشقها