فينُوسْ
شرين عبد الله
فينُوسْ
من ديواني "قبل أن ألتهم أقمارك"
..............
عَلَى مَائِدَةٍ مِنْ رُخَامٍ
أَجْلَسَنِي،
وبَدَأَ الرَّسْمَ...
يُعْجِبُنِي أَنّهُ لا يَسْتَخْدِمُ القَلَمَ الرَّصَاصَ
ولا يَعْرِفُ سِوَى الأَلْوَانِ الجَرِيئَةِ.
نَظَرَ وسَفَرَ،
وعَبَرَ بُحُورَ الجَسَدِ الشَّامِخِ
فَصَرَخَ: "فِينُوسْ"
فِي رِحْلَتِه لِرَسْمِ أَجْزَائِي ...
ذَهَبْتُ.
كَانَ عَلَيَّ أَنَا أَيْضًا
أَنْ أَشُقَّ طُرُقَ أَسْفَارِي
فِي السِّفْرِ الأَوَّلِ
كَانَ آدَمُ صُحْبَتِي
يَنْكِحُ مَا طَابَ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي دَاخِلِي
وَيَسْأَلُنِي:
أَلَا تُشْبِهِينَ نَفْسَكِ أَبَدًا؟
فِي السِّفْرِ الثَّانِي
تَذَكَّرْتُ مَنْ قَالَ لِي بِالأَمْسِ
أَنَّ الحُكْمَ عَلَى المَرأَةِ يَبْدَأُ بِإخْمَصِ قَدَمِهَا
كَانَ أَخُونَا يَرْسِمُ أَصَابِعِي
بِدِقَّةِ مَنْ وَلِعَ بِهَا
قَبْلَ أَنْ يُولَعَ بِلَوْنِ طِلَاءِ الأَظَافِرَ.
فِي السِّفْرِ الثَّالِثِ كُنْتُ أُغَنِّي
فَظَهَرَ شَعْرِي فِي الرَّسْمِ
هَائِجًا
يَضْرِبُهُ المَوْجُ
فِي سِفْرٍ أَخِـيرٍ
تَمَزَّقَتْ وَرَقَتَان
مِن أَشْعَارِي
فَأَوْصَانِي مَلَاكٌ أَنْ أَحْتَفِظَ بِهِمَا
وَوَعَدَنِي أَنَّهُمَا سَتَتَحَوَّلَان إِلَى وَرَقَتَيْ تُوتٍ
تَسْتُران عَوْرَاتٍ
لا نَعْرِفُهَا حَالِيًا.