عن الرجل .. ذلك الكائن المختزل الرخم غير المهتم بالتفاصيل
حنان الجوهري
انا واثقة تماما من ان اللى مخترع الوشوش بتاعة الفيسبوك و رسائل الموبايلات راجل , دى دماغ راجل يا جدعان .. الرد المقتضب المختزل السريع الوافى الكافى .. تبقى باعته لخطيبك رسالة طويلة و شارحة وشاملة لأىحاجة مهمة بالنسبة لك و تافهة بالنسبة له فيرد بفيس وحيد.
مثال : رسالة البنت : " انهاردة انا كنت سعيدة جدا و مبسوطة و انت ماسك ايدى كنت حاسة انى طايرة فعلا .. فاكر لما شوية هوا جم و انت ماسك ايدى واحنا ماشيين جنب مترو محمد نجيب ؟ كنت فعلا حاسة انى خفيفة مش هانسى ابدا القميص اللى انت كنت لابسة يومها ولا نظرة عينيك ليا .. ربنا يخليك ليا يا حبيبى .. باحبك قوى " و الرد بتاع البرنس يأتيها محبطا عاصفا بأى أمل انه يقولها كلمة حلوة و يشرح لها هو كمان كان حاسس بأيه .. يرد ب سمايل فيس و كيسينج فيس.
طبعا هى بتحس انه فيه جردل ميه وقع عليها او انزلقت لخرم كونى اسود .. مش ثقب حضرتك لا خرم , ده غير الكسفة و احساسها انها عبرت اكتر م اللازم فتقوله تانى : " ايه الرد ده " يقولها : فيه ايه .. عاوزانى اقول ايه ؟ الفيس ده معناه انى انا كمان كنت مبسوط " وساعات بقى يزيد الطين بلة : " انا بقى عاوز اعرف منك حاجة ؟ ايه لازمة كل التفاصيل اللى قلتيها دى ؟ " احتمال كبير بعدها جت لها سكتة قلبية او فقدت القدرة على الكتابة لمدة ساعة وتلت.
تسأل احدهم .. مثقفا و واعى و متنور كده : " انتوا ليه كده ؟ تستهينوا بالتفاصيل ؟ و تختزلون الجمل فى وش ساكن سخيف ؟ الا تدركون و انت منهم يا عزيزى ان التفاصيل هى التى تتقارب من هنا و من اعلى .. من هذة الرائحة وهذا اللون .. لتكون حياة و ذكرى ؟ هل تعلم يا صديقى ان بعض الروائح تظل مرتبطة بالشخص و بالموقف كله و اذا مرت سنين و شمينا نفس الرائحة هنفتكر كل حاجة .. و لو دخلنا نفس الاماكن بنفتكر و لبسنا نفس الهدوم بنفتكر .. و لو اتعورنا ف نفس المكان زى ما تعورنا يومها هنفتكر ؟ لماذا تختزلون الردود عامة و تستخفون بالتفاصيل و بتستهيفونا و ليه اخترعتم وشوش الفيسبوك الرخمة دى ؟ " فرد قائلا : " كلنا كده .. الرجل كائن رخم اختزالى غير عاطفى غير انفعالى " لولا حرصى على صداقته كنت رديت عليه بشكل مختزل فى صوت رخيم من مؤخرة الحلق.
لذا فانا ايضا اجزم بأن صديقة زوكربرج هى من اقترح عليه ادخال اوبشن الشيرالى عالم الفيسبوك .
عزيزتى الفتاة العبيطة اللى عندها أمل انها هتتربط بشخص زيها ف التفكير و الاهتمام بالتفاصيل و بالذكرة العاطفية عاوزة اقولك " كان غيرك اشطر " صدقينى مش تلاقى الصنف ده وعشان ما تحبطيش احب اعرفك انه :
لما تغيري الستايرعلى دخلة العيد الصغير مش هياخد باله .. ولا هيفرق معاه اصلا ان النيش مكانه اتغير بقى جنب الجزامة و لا انك بعتى اوضة النوم عشان تجدديها وانه نايم ع المرتبة عالارض .. " انت مش واخد بالك من حاجة ؟ " هيرد رد الافلام و هو بيعدل المخدة ع المرتبة " غيرتى قصة شعرك ؟ "
وهوعلى عكسك تماما هتلاقيه مش فاكر قبل خطوبتكم بيوم كان لابس قميصه المقلم ولا تي شيرته الاورانج في حين انه حافظ جول محمد صبري في الاهلي سنة 93 وعارف اسم حكم مبارة مصر وتونس سنة 99 و اقطع دراعى لو حافظ اسمك الرباعى .. انت مين اصلا ؟ ايه اللى دخلك ف حياتى ؟ مين اللى خطفنى من بيتنا وجابنى هنا ؟