المواقف
هشام صبح
:أوقفنى و قال لى:
اليوم آذنتك أن ترانى
فتقصَ فيض نورى فيمن كان لهم منى فضل
فيمن آثروا الصمت و السكينة و لم يفصحوا
من أفصح سُلِب
و من سُلِب مُنِع
و من مُنِع حُجِب
و من حُجِب فُصِل
و من فُصل غاب عن حضرتى
و ما كان لمحجوب أن يريك فضلى
و قال لى:
و لما كان خَتم الحب مطبوعا على القلب
أبينا الا أن نُريكَه,
نور,
و أرضنا لا تسع على كِبَرِها العَظَمة
فلا تسل
ذاك فضلنا
نمُن على من سعى به الينا
و أن ليس لك من الأمر شىء
ثم قال لى:
ما مَنَحتُك الا لتَخبِر معانى الكرم
و ما مَنعت عنك الدنيا الا لتدرك قسوتها
و غدرها ان هى تَوَلَّت
حتى اذا جئتنى
كانمجيئك محفوفا بلانكسار و الخضوع لى وحدى
فلا المنع كان من ذنبك
ولا المنح كان من شكر أنا أهله
و لكنه الشوق
الى قلب ينادينى بفرط الشوق و الألم
ثم قال لى:
و كان بيننا موعدا ماكُنت مُخلفُه
و لكنك نسيت
و ما أُنسيتَه الا لتُجتَبى مرة أخرى
و لما أخلفت موعدى
أبيت الا أن أريكَنى فى أعينهم
و لا زلتَ
ثم قال لى :
و ماكانت جنايتى الا أن صممت أذنى عن نصحهم
و ما كان منى الا أن بالغت فى محبتك
فما كان منك الا ما خبَّرونى به
فالآن أرى
ما كان كبرى الا أكبر من كبر من لم سجد
ثم قال لى:
آلآن تبغى الرحيل؟
فقد آذنتك
فخذ من شعاع الشمس مجدافا
و من ضياء قمر الليل شراعا
و أبحر فى بحر عينيها
و لن تَقوى,
مذ خلقتها منك لم تبلغ منها الا ما مَنحتَكَه
ولن تَرضى
الا بما مننت عليك من فضلى
فلا تنسَ
ثم قال لى:
ذلك الحب
ِفحاذر فى الهوى تَهوى
و ليس عليك من الاثم شىء
فانا أحببناك من قبل
و ليس لنا على القلب من سلطان