قصايد لليأس والمخبولين
" تمثال "
لسه بيتعلم يكتب إسمه
ويخربش كراريس الواجب ويشخبط
بالقلم الجاف
لسه بيتلجلج وبيرعش
ويخاف
بيحاول يتكلم عن بكره .. وإمبارح
وبكل جوارحه بيتهجى وبيقاوح
أبجد هوز
مش واخد على طيارته وهيا بتعلن إفلاسها
وتصرح ببجاحه إنها هتبطل تسمع جكاياته
مع إنه بيلضم دوبارتها ويفردها ف حضنه
مش واخد على صوته بيتكلبش من جواه
وكأنه بيعرف ينكر ويخبيه
وكأنه بيقدر يهدم كل كيانه ويرجع
م الأول يبنيه
كان واقف وسط ميدان كان بايت
ليله ف حضن الشارع
والشارع كان بايت فى مدينه غريبه
مايعرفهاش
مش شايف ناس حواليه يعرفهم
ولا حاسس بوجوده
علشان كده قرر يبدأ م الأول
وكأن التواريخ بتفوت جواه
من غير ماتسلم
والدنيا بتبدأ من أول وجديد
واهو لسه بيتعلم يكتب إسمه !
" هيستيريا"
بتبص عليك
بتقرب منك وبتتقرب ليك
تتبسم .. تتبسم أكتر
تضحك لك
ونهودها بتتبعتر على غفله ف عينك
فتبربش .. وتبربش أكتر
وتحاول تقنع نفسك بوجودها
تفتح عينك .. وتحاول تلمسها وماتلاقيهاش حواليك
تلاقيك بتدور .. بتلف ف كل مكان
تنده .. وتزعق
_ يا إسمك إيه .. يا فلانه .. يا إنسانه
أنا آسف
حاسس بريحتها ف كل مكان فى البيت
فى المكتب .. فى الصاله .. ع الكرسى الهزاز ..
فى المطبخ .. و ف أوضة نومك
بتحاول تستوعب تفاصيلها
ملامحها وهيا بتتسحب من جنبك
تفتح شبابيكك .. والبلكونه .. وباب الشارع
تدخل أصوات العربيات والزحمه وتلزق ع الحيطه
مش قادر تعرف صوتك من أصواتهم
تجرى .. وتحاول ترجع زى ما كنت
وتفشل تانى
تنهج .. تتنفس أسرع من خيل السباقات
وتنخ .. وتركع
تسمع صوتها .. وتفتح عينك تلقاها قصادك
وتحاول تلمسها وكفك مش قادر يتحرك
وف لحظة ما تمد إيديها .. وتمد إيديك
تسقط .. وتنـــــــــــــــام
" آلة زمن "
يومياً
لما الساعه بتبقى تمانيه ونص صباحاً
تاخدك رجليك على أول تخته على يمين السبوره
وتطلع ورقه وتكتب إحساسك جواها وبعدين ترميها
على البنت أم ضفاير وفيونكات
فتصدر وشها ع الجنب التانى وتعمل مكسوفه
أول ما تشوفها تحس دموعك مش لايقه على مقاسك
ولأنك ما بتقدرش تفسر
بتحاول تعمل من روحك ميكروسكوب
علشان تقدر تدخل جواها وتفهمها
دى حكايه قديمه وكلنا عارفينها
دلوقتى
مابقيتش بتستغرب من نفسك
لما تحس إنك مقتول مع سبق الإصرار
من جواك
والطفل اللى إنت دفنته بإيدك صاحى وبيلومك
مع إنك دلوقتى بقيت قادر تفهم
وبقيت قادر دلوقتى تعبر وتقول ع اللى ف قلبك ببساطه
بس اللى اتغير
إنك مابقيتش تحس بنفس طريقتك وإنت بتكتب لها جوابات
وإن دموعك بعد ده كله
لسه ماهيش ماهيش ماشيه على مقاسك
وكمان هيا
مابقتش البنت أم ضفاير وفيونكات
" سنه مؤكده "
بتعدى عليك أيام
تخبط راسك فى الحيط وتشق هدومك
تنزل تحت الدش وتفضل ساعتين مش حاسس
ولا حاجه
وتفوق بمجرد ما تحس بإنك متخمر
تحرق فى سجاير .. تشرب
تسكر .. تمشى قصاد المرايات تتمختر
تتطوح ع الحيط .. تتلم وتتبعتر
تتكرمش .. تطلع فى الشمس فى عز النقريه
تكويك .. تهريك
تلزق جواك وماتعرفش تشيلها
صورتك على كل حيطان البيت مش باينه
وإنت مابتبانش ولا بتظهر جواها
أو يمكن صورتك طلعت فجأه بتظهر واحد تانى
تسأل نفسك
_ يطلع مين البنى آدم ده ؟
تتجاهل نفسك .. ماتردش
ترجع من أول وجديد وتحاول تفهم
تلاقيك بتصبر نفسك وتقول "مش وقته"
تجرى الأيام
ويعدى الوقت وترجع تانى
تلاقيك متحاصر بالأسئله من غير إجابات
وساعتها تقرر تطلع منها وتفهم حاجه
فتبص لصورتك تانى
وتلاقى اللون الأبيض طافح على شعرك
وعقارب ساعتك تتريق على شكلك
والمره دى تلاقى الوقت يقول لك
إخبط راسك فى الحيط
" فيلم وثائقى"
فاكر
وإنت بتقرا مجلة ميكى
تتأثر بالأحداث وتعيط وتشاركه همومه
تنزل تشترى كل الأعداد وتخزنها ف مكتبتك
وتحاول تتفرج على برنامج "دنيا الأطفال"
وتنام
من كتر الحكايات اللى ف بالك تحكيها
مش لاقى كلام
وإن كنت لقيت
مش عارف هتقوله لمين وإنت لوحدك وبطولك
وكأنك متعلق من عرقوبك فى الساقيه
والدنيا تلف عليك تعصر قلبك
وتنزل منك صوره ف كلمه ف ذكرى من الماضى
تستغرب وتقول إنك لسه صغير
وتعد على صوابعك أحلامك وتحاول تمسكها
إحنا المخاليق فى الأرض بنتعذب من أول ثانيه
فى قلوبنا ججاره وطين وخراب
وعفن وتراب
وحقيقه ف ثانيه ما نضمنش إنها تتحول
لسراب
أوطاننا وأكفاننا بتتشابه فى الآخر
وحاضرنا ومستقبلنا ماهوش أكتر من تكرار
نفس المأساه بتتعاد من تانى
والدنيا أساساً رد سجون مدهونه
ولونها بيمشى من الغامق للغامق
فمتستغربش إن إحنا عبيد
وما تستغربش إن إحنا قدرنا
نبقى ســــــوابـــق