رومانسادية .. !
عبد الحميد محمد
رومانسادية .. !
_ أريد أن اختلي بنفسي لفترة
قالتها و مضت دون حتى ان تلتفت وراءها
..
هكذا دلفتْ حبيبتي الى بهو التأمل
هادئة
ناعمة البال
و لا أدري إن كانت تعلم شىء عن معاناتي
ام انها نثرت روحها تلقائيا مثل ذرات واهنة
في سماء هذه العزلة الرجيمة مضحية في سبيلها بكل نفيسٍ و غال .. !
أخبرتها و هي تنصرف أنني بانتظار رسالة منها متى فرغت من عزلتها
قبل أن أوليها ظهري و أنصرف بدوري
تمنيت ان التفت ورائي لأجدنا
وجها لوجه
نتنفس دهشتنا .. و نذوب في ابتسامةٍ خلابة
لكنها لم تكن ورائي
و الآن سأخبرك بتفاصيل الايام التي ستمر علىّ بعد ذلك
الايام التي ستمر بطيئة و كأنها السلحفاة التي تود ان تعبر المحيط
ربما سألجأ لمجالسة الرفاق هرباً من الوحدة
أهرع الى هاتفي كلما أذن باستقبال رسالة جديدة
و يُفلت قلبي ثلاث ضربات بدلا من واحدة و انا أطالعها
سيهرول الفرح أملاً في ان يلثم جبين اللقاء
ثم تكون خيبة أملي بحجم هذا العالم الذي لم أثق فيه الا بالفرقة
هكذا سوف اقضي الايام القادمة سائلا نفسي السؤال الأزلي مائة مرة كل خمسين
لماذا ؟
لماذا رضيتي لهذه الغصة ان تستقر بحلقي ؟
سؤال ساذج .. و لكني لا اعرف إجابته حقاً
لماذا تتركين لي وردة اليأس تلك , كي اشم رحيقها وحيداً ؟
أعلم أنك عاجلاً ام آجلاً سوف تهشمين خاصرة المستحيل
و ترسلين تلك الرسالة الحلم
أما أنا يا حبيبتي
أنا الذي تمرغت طويلا في تراب الحزن
فلن أتجاسر و احاول ان اصون كرامتي المهدرة
لن أصدك , او اخبرك أنني لم أعد كما كنت
لن أملك وقتها الا أن أفرح بك
و ادعوك لتناول فنجان من القهوة سأكون قد اعددت ملايين مثله
و انا بإنتظارك
.
.
أفلتت دمعة من عين " كامل " و هو يعيد قراءة آخر ما خطته أنامل أخيه قبل وفاته بيوم واحد
ثم راح يرمق تلك الفتاة التي لا يعرفها و الجالسة وسط جموع المعزين
و هي تبكي بمرارة وحرقة