فى المصيف : اختنى زوجك بدل ما تكسرى دماغه ..
حنان الجوهري
المصيف يعني بحر ورملة ناعمة وهوا من اللي بيطير الفساتين، يعني المايوهات وما يسمى بكرة الشاطئ والبيوت اللي بتتعمل م الرملة ومية البحر، وتقعدى انتي وهو تملّسوا أو -لا مؤاخذة- تحسِّسوا ع المبنى الرملى المتصدع الأركان: "هنا أوضة الولاد.. وهنا أوضتنا.. وهنا بقى هنقعد نتفرج على التليفزيون سوا.. بص، هنا هنعمل لك أوضة مكتب يا حبيبي"، ويبتسم ويشوط طفلٌ ما الكورة في البيت فتزعلي وتشوفي الحب في عينين البيه وهو لابس نضارة شمس أصلًا، بس الوهم حلو، ويقول لك "هاعمل لك غيره في الحقيقة يا روحي".. وتتخيلي البيه ممشوق القوام كأنه نور الشريف وانتي ناهد الشريف في فيلم من السبيعنيات والمايوهات المقلمة ويجري وراكي على البحر والكاميرا تركز على وشّكم بيقرب من بعض، وهوووووب تعودي للواقع.. البيه قاعد جنبك مستلقي على كرسي من بتوع الشط تحت الشمسية وماسك موبايله وعمّال يتوّت عن البحر والجمال والمزز اللي بيشوفها.. متناسيًا كرشه اللي قاعد قدامه كجزء أصيل منه وبيشوه المنظر حواليه، ونور الشريف يطلع يجري من دماغك.. ويبدأ دماغك في تحميل صورة صلاح منصور بالمايوه.
البيه بيفضل قاعد وقاعد ويقعد تاني ويقوم يعدل الشمسية حسب حركة الشمس على مرّ اليوم، ويقعد تاني ويقضي المصيف في النوم والهرش ف رأسه والنوم ثم يعود مرة أخرى للنوم.. ويظل يحلم بناهد الشريف وميرفت أمين وصفية العمري والحاجة شمس البارودي، متناسيًا كرشه وكسله وتويتاته.
من أول خروجكم من البيت وهو متعصب.. مُجبَر على الأجازة كأنهم هياخدوه يعملوا له عملية ختان.. بالطبع كان يفضل الإجازة بعيدا عن الولاد ومراقبتك له، كان يفضلها مع شلّة الهلس بتاعته اللي ملموم عليهم ليل نهار إلهي ما يبارك لهم، يحول الشنط للتاكسي: "إيه اللي انتي جايباه ده يا نهى؟ كل ده؟ طب حطيتي لي شرابات وبوكسرات زيادة؟"، ما تعرفيش هيعوز الشرابات في إيه أصلًا؟ يعترض على شنطة العصائر والمية والساندوتشات: "يا ستي كنا اشترينا من أي مكان واحنا في موقف الأوتوبيسات أو في الرست"، وأول ما يجوع ويلاقي أسعار الحاجات غالية بمناسبة المصايف بقى وكل عام وأنتم بخير يا بيه.. تلاقيه رجع مطأطأ الرأس متفادي النظر لعينيكي: "فيه ساندوتشات إيه؟ كفتة؟ هااايل! هاتي اتنين وعلبة عصير"، وعندما توصلوا الفندق يجري ينام شوية عشان يريّح من الطريق وبعدين ياكل.. طب فيه رحلة بحرية ساعتين في البحر، "خدي الولاد وروحي انتي".
يقعد على الشط يبحث بعينيه عن فريسة، قصدى مزة، أي حاجة بمايوه، ويا ريت لو قطعتين، وانتي آخرك المايوه الشرعي اللي بيحوّلك لما يُشبِه كلب البحر أو الضفادع البشرية.. وانتي أصلا ما بتعرفيش تعومي.. تقريبًا الجيل بتاعنا مش بيعرف يعوم، يا اتعلمه على كبر.. وتسأليه "بتعرف تعوم"، "آه طبعًا.. باعرف"، تقولي له "طب يلّا، مش هتنزل تعوم؟"، "لا.. كمان شوية كده.. لما الشمس تهدا"، خايف على بشرته!
يتبخر من دماغك أي مشهد عاطفي أو لحظة رومانسية شوفتيها في فيلم.. تحلمي بـ"تايتانيك" و"شاطئ الغرام" فتلاقي نفسك لبستي في فيلم كوميدي كوميديا سوداء على غرار "إحنا بتوع المصيف".. استغراقك في الأفلام هيوديكي ف داهية، فوقي، لَمّا تكوني من هواة الأفلام العربي أو متأثرة حتى بفيملين تلاتة وبعدد واحد مسلسل أكيد هيلزق في دماغك حاجات بتشكل أحلامك كفتاة في زوج المستقبل، وأكيد هتتصدمي لما تتجوزي.. فمن أول الخطوبة وقربتي على الفنيش النهائي للجواز ما تاحاوليش تتفرجي على المسلسلات التركي عشان مش هتتصدمي وبس.. هتتشلّي يا أوختي.
من أهم الحاجات دي مشاهد الخطوبة والاتنين بيشربوا بعض الشربات أو العصير الملوّن.. غالبًا لونه تريكيواز بعد تلبيس الشبكة.. أنا شخصيًّا طلبوا منى أعمل كده بس مارضيتش، وبتاع البوفية كان شايف إني ارتكبت خطيئة في عُرف الكون، وخطوبتي كده باطلة. كمان مشهد شادية تقول لعماد حمدى إنها حامل في كذا فيلم أو لشكري سرحان، أي واحد فيهم، المهم البطل، بيقوم جاي شايلها ويلفّ بيها لفة أرضية كاملة، وشادية تضحك وتقول له "بالراحة، البيبي" يقوم يقول لها "من النهاردة راحة كاملة، كل طلباتك أنا اللي هاعملها، وماتتحركيش م السرير يا روحي".. أحا، مابيحصلش الكلام ده أصلًا، أنا لما قلت لجوزي إني حامل بَصّ لي بربع ابتسامة وقال لي "مبروك"، وهز دماغه وراح قعد قدام التلفزيون، و"بعدها بشوية قمت جبت أكل ولا حتى عمل زي البطل اللي بيتفاجئ ويقولها: "حامل؟! الجنين ده لازم ينزل"، وتقريبا شادية كان ليها تجربة مختلفة مع يحيى شاهين لما كان ما بيخلّفش وقالت له إنها حامل، فراح قال لها "إنتي طالق يا رباب".. انا ما باخلّفش يا هانم.. برااااه".
جوزى ماعملش أي حاجة من دول.. وبالسؤال في الأوساط المحيطة من الجيران سواء المثقفين أو الشعبيين أو الليبراليين أو حتى المتدينين ما بيحصلش أي حاجة من دول ولا بأيّ شكل من أشكاله وطرقه في توصيل حتة من المشهد.. مشهد آخر شهير بتاع الصباحية عندما يذهب الزوج ضارب البيجامة السَّتَان ويأتي العروسة بإفطار أهم ما فيه عنقود العنب ويبدأ يصحّيها ويأكّلها العنب بالواحدة لا مؤاخذة وهي تدّلّع وتقول له "مش كنت صحيتني أعمل لك الفطار؟"! أحا يا جدعان.. لا يحدث يا بنات، حقيقة علمية والله.. أنا صحيت بدري يومها وفضلت في السرير عاملة نفسيى نايمة عشان يصحيني، طلع برة، ماااشى، هنقول إنه مش عاوز يقلقني، أقوم اصحى واروح اشوفه واصبّح عليه ألاقيه نزل اشترى الجرايد وبيقراها؟! لا بقى.. شكلي وحش، بجدّ شكلي وحش.. ماحدش يقول لي نصيبك كده.. خالص، نيفر، اسألوا كل اللي اتجوزوا في محيط أسرتكم وصاحباتكم حالًا هيأكدوا كلامي.. وزي ما الرجالة بيقولوا لبعض "الحب حاجة والجواز حاجة"، فأحب أقولكم "الجواز حاجة والأفلام حاجة تانية".