خارجا منّي
إليك
أخلّفُ على السلك الشائك
بعضًا من لحمي ودمي
قِبْلَةً لجنون الذكرى
يحج إليها المتعبون
سأخبئ في خاصرتي
أحد عشر خنجرا
والشمس والقمر
على جثتي راقصين
وأصرخ:
أكلما نظرت في عينيك
أرى نعشي هائما في البلاد؟!
أنت مُرّي
الذي أربيه في حلقى
منذ بدء التاريخ
أنت القوس المفتوح لأعلى
ونقطة الحبر على خد السماء
أنت صلاة يونسٍ في شدته
وشهقة البحر
حين ابتلعني في نوة الكرم
أنت حلم كل يوسفٍ
وأنا يوسفٌ الأخير
يقول لي الذئب:
« ليتني أكلتك
كيلا يضل العالم
في سرابات حلمك »
فأنهض نافضا عن معطفى
ملايين السنوات الضوئية
التي أطفأها لهاثي
أنادي:
« يا وجع العصافير احتملني
حين أهوي بساطور مرسته المجازر
على كل الغصون
التي لا يتسع صدري
لرغبتها في الشمس »
ههنا شنقت إلها
يطل على خيالي المتسرطن،
ويحبس الأشباح في روحي
التي مسها عشقٌ
فعاشت برصاصات الخيبة
تحت وسادتك
سأدس النار التي سرقتها
لتدفئ أحلامك
وارقص محتفيا بلعنتي
أنا اللص الإلهي
لا أملك الموت
ولا أستطيع الحياة
ومثل قتيل
لم يعد يأبه بعدد الطعنات
التي تسدد إلى ظهره،
أجلس ساندا رأسي على ركبتيك،
وعيناي معلقتان بشصاص تدليها السماء،
وأسقيك نبيذا
ما شربته امرأة سواك
علّني أحيا من جديد
في وريدك الذي قطعتيه يوما
غضبا مني
أجهشت للبحر بسرك
برغبتي أن تصاغ الأبجدية
بسطوة حرف النون في سورة الرحمن
بوليمتي التي دعوتك إليها
: كوب شاي منعنع
وكسرة من خبز القمر
وأطباق لا تحصى
من غناء الصامتين
لا نبيذ في القناني التي وعدتك بها
فاذبحي وريدي واشربي
فمن سواك يروض همجية الخيول
في عروقي؟
أسميك..
ماذا أسميك؟
أسميك الدمعة في عين بنتٍ تيتمت للتو
أسميك الحجر في كف الطفل الفدائي
أسميك الهتاف في مسيرة الورد
لإسقاط مقاصل الإقطاعيين
أسميك تاريخ كل الاحتجاجات
أسميك كل اللاءات
التي كتبتها على الجدران الغضبى
أسميك كل الأرصفة الضجرة بالبيادات والمجنزرات
أسميك الوطن الذي أطارده
الجنة التي غادرتني
وللأبد أظل أنا
اللص الإلهي
آخر الأبالسة الحائرين
لازلت أنطق عن الهوى
فيتبعني الغاوون
وأقدم للطغاة علب الهدايا
محشوةً بالقصائد المفخخة
وافتح الباب أمام شفتيك
كي يضاء يضاء ليل زنزانتي
فلا تكون قبرا
يلم هزائمي