جلست وحيدة..
جلست وحيدة
على شاطئ
تحت ظل نخلة قصيرة ...
كانت تراقب
أمواج البحر
المتكسرة
على صخرة مميزة
عن باقي الصخور ...
استطاعت
أن تفصل حواسها
عن ضجيج
الناس وحديثهم ...
كانت تقلب الرمال
في أصابعها ...
ترسم أشكالا
وحروفا وخطوطا ودوائر ...
والفكر حائر
بين ذكريات وواقع ...
ونسمات أتية من بعيد
تحمل رسائل
الشوق والحنين ...
نسمة حائرة
متسائلة بحياء :
أين أنت ...!
ونسمة مخفية
بهمسات البحر
تحمل أأأهااااات صامتة ...
ونسمة حزينة
رافقت شمس المغيب
لذلك الآفق البعيد ...
نسمات تهمس
ونسمات تتكلم
ونسمات صامتة ...
لكل نسمة صدى
ذكرى معلقة
بسماء بلا نجوم ...
وطيور النورس تنادي ...
تصرخ ... ولكن ... بلا مجيب ...
عادت طيور النورس حزينة ...
تلملم بقايا النسمات
بين صدفات البحر ...
وبين ذرات التراب
التي تخللت أصابع يديها ...
عادت النسمات
من حيث أتت
تحمل ذيول الخيبة
بخوف ورجاء ...
عادت مودعة بدون وداع ...
بدون لقاء ... بدون همسات ...
لعل للبشر لغات
في الهمسات غير قادرة
على ادراك معاني النسمات ...
ما أصعب النسمات العائدة
وهي حاملة رسائل الآشواق
المرتدة بدون مستلم ...
ما أصعب الصبر
وهو يحترق بمرارة الآنتظار ...
ما أصعب المشاعر
بدون مستقبل باحساس ...
ما أصعب الطقس المتقلب
بفصول السنة بيوم واحد ...
