حسين صالح خلف الله
أربَعَةٌ فى مِخدَعٍ وَاحد !
لَيسَ أتعَس وَلَا أشقَى مَن مُضطَرٍّ
سِوَى مُضطَرٍّ مِثله
مِسكِينَةٌ زَوجَتى
وَمِسكِينٌ أَنَا
لَم تَكُن لِى
وَلَم أكُن لَها
فَقَط كَانَتِ المُتَاحَةَ
وَكُنتُ المُتَاحَ
الكَلِمَاتُ الّتِى نَطَقنَا بِهَا عَلَى مَضَضٍ
فِى أوَّلِ لَيلَةٍ
كَمُصَوّغٍ غَبِىٍّ
لِإتمَامِ المَرَاسِم الغَبِيَّةِ
ظَلَّت كَمَا هِىَ
لَم نُضِف إلَيهَا حَرفًا
وبَقِىَ قَامُوسُنَا خَالِيًَا
مِنَ الدَّهشَةِ
وَمِنَ المُتعَةِ
وضَيِّقًا للغَايَةِ
كُلُّ شَيئٍ بِقِىَ عَلَى حَالِهِ
التِّلفَازُ
المَروَحَةُ
السّجَاجِيد
...
....
كُلُّ شَيئٍ فى مَكَانِهِ تَمَامًأ
كَأوَّلِ لَيلَةٍ
الأشيَاءُ بَارِدَةٌ
والأيّامُ لا تَفعَلُ شَيئًا
سِوى الاحتِفَاءِ بِصَقِيعِنَا
حَتّى عِندَمَا كَانَت الغَرِيزَةُ تَضطرَّنا لِلاشتِعَالِ
فى لَيَالِى الأعيَادِ
والمُنَاسَبَاتِ الكُبرَى
كُنّا نَتَسَوَّلُ المتعَةَ الّتِى لَا سَبِيلَ إلَيها
سِوَى استِحضَارِ حَبيبها
واستِحضَار حَبِيبَتِى
بِالقَطعِ هِىَ لَم تُصَرِّح ..
وأنا لَم أُبُح ...
لَكِنّنى كُنتُ أرَاهُ فِى اشتِعَالِهَا
وَكَانت تَرَاهَا فِى اشتَعالِى
هذا الاشتِعَالُ المَوسِمِى
جَنَائزِىٌّ بِامتِيَاز
فَهُوَ لَا يَكتَمِلُ
إلّا بِاكتِمَالِ غِيَابَها
وَغِيَابِى !!!
وَاكتِمالِ حُضُورِهِمَا
حَبِيبَتِى
وَحَبِيبهَا !!
لَا تُحَملِقُوا فِىَّ هَكَذَا
وتَشَمَّمُوا مَخَادِعَكُم !