أغنيةٌ أخيرة
نادية مدني
بالأمس.. وككلّ أمس
رفرفتُ طويلاً
حول نافذتك
ناديتُ.. وغنّيت
بالأمس
أرسلتُ إليك الفجر
وشعاع شمس الصبح
أوصيتُهما أن يرفقا بك
إذ تفيق
أن يضحكا لعيونكَ النعسى
ويبشّراك
بأن نور الله قد جاء
وأتيتُ
أحملُ غنوة الفرح الوليد
أنشودة الرجاء
رفرفتُ طويلاً في الهواء
لكي أراك
وأرى الشموس الدافئة
وأرى بداية يومي البرّاق
في عينيك
بالأمس
شكوتَ للدنيا من الإزعاج
فالصوتُ عال
وهواء شرفتك العليل
به زائرٌ جد دخيل
يغزو صباحك دون إذن
يهاجمك
فتفيق.. معتلّ المزاج
واليوم
وأنت في عنفٍ
تحاول فتح نافذتك
لطمتَني..
وأطحتَ دون هوادةٍ
بريشي الزاهي الصغير
اليوم
كُسرَ جناحي الأيمن
وظللت أرمق من بعيد
حال السقوط
وجهَك العابس
وبكيت
وهكذا أمسيت
وغداً
..تنام إلى المساء
بلا عناء
فذلك العصفور..
بجناحه المكسور
لن يزورك في الصباح
ولن يعكّر نومك الهانئ
بإزعاج الغناء