الأملُ الأسودُ
شعر:
محمد دياب
.
الأرضُ اسودَّتْ
وسماءُ اللهِ تعانى واسودتْ
ووجوهُ الخلقِ انكسرتْ واسودتْ
ومرايا الأفقِ احترقتْ واسودتْ
.
وأنا وحدى
فى بيتٍ كلّ نوافذهِ اسودتْ
أجلسُ فى غرفةِ احباطٍ ليسَ لها بابٌ
فيها الجدرانُ انقضَّت واسودتْ
حتى السقفُ انقضَّ من الضغطِ علىّ
وروحى البيضاء .. الخضراء .. اسودتْ
.
وحدى فوقَ المقعدِ
أجلسُ منهارًا .. مسودًا
حتى أخشابُ المقعدِ تحتى
منْ سبعينَ سوادًا
نشفَتْ واحترقَتْ.. واسودتْ
.
وحدى منْ سبعينَ سوادًا
أكتبُ بالوحى الأسودِ منْ سبعينَ سوادًا
منْ قعرِ جهنمِ أبياتًا خرجَتْ ـ بهدوءٍ ـ قائلةً لى :
إن قصائدَ شعركَ تُوحى بالأملِ المنشودِ
وتفتحُ أهرامَ النورِ أمامَ الخلقِ ولكنْ ما اسودتْ
.
هذا خطأٌ .. هذا خطأٌ
أغلقْ أهرامَ النورِ أمامَ الناسِ
وأوحِ بالأملِ الأسودِ
وستبصر كلَّ الأكوانِ ابيضَّتْ ..!.
-
محمد دياب
من ديوان " آخر حدود الحب " .