محمد القليني
لم أكتب قصيدة عن البحر
لأنى خفت أن تصطدم كلماتى بالمراكب الغارقة
أو أن يتسخ القلم بتقيؤ شاب
أصابه البحر بدوار
أثناء هروبه إلى بلاد صدرها أكثر رحابة.
وأيضا لم أكتب قصيدة عن السماء
لأن أحلامى بلا جناحين يأخذانى إليها
ثم إن البنادق فى الخارج
لم تترك عصفورة
إلا وقتلتها.
ولم أحاول أن أكتب قصيدة عن الطريق
لأن قدمى أكلتهما الغربة
فضلا عن أن اللصوص قد عبأوا ضوء القمر
فى جيوبهم
وتركوا الطريق معتما.
وحتى لم أكتب قصيدة عن الجنة
لأنى لم أمتلك حبيبة أنام على نهديها
ولم أرشف شفتى امرأة
حين أصيب صبرى بالجفاف.
أنا شاعر لم يكتب عن أى شىء تقريبا
فقط فى مرة كتبت قصيدة عن قبر بحجم وطن
ثم ألقيت جسدى داخله
ومت.
ديوان: أنا شاعر