خرساء
نادية مدني
كل ألسنتي الخرساء
تلك المليئة بالعتاب
تلك المحملة
بالسؤال.. وبالجواب
ألسنتي الخرساء
لم تعد تعينني
كل عيوني العمياء
باتت ترى رغماً عني
كل أوراقي باتت تحكي
تخط دون أقلام
تشهد بتفاصيل
لم أشأ رؤيتها
أكرهها
ذنبٌ هو الكلام
خطيئةٌ هي الرؤية
والحروف
تلك الحروف.. عتيدة الإجرام
كل أصواتي.. صراخٌ أجوف
كل الخطوط السوداء
تشي بما يشذ عن السطور
تحادثك رغم أنفي
تشكوك إليك
باكيةً تأتيك
تأبى أن تصمت.. حد الاختناق
فالصمت يحرم العيون
راحة السبات
هلا فككتَ قيد صوتي؟
هلا حررتَ الصراخ؟
هلا منحتَ عيوني العمياء
سكينة الظلام؟
لا مكان لدى الجريح
سوى للبكاء الصريح
غيره.. لا يجيد
ففي ترانيم الكذب
لا شيء يُقال
وفي تراتيل الأعذار
لا شيء يُسمع
ومرثية الصدق
تتلوها فقط.. ألسنة خرساء
!!!