عم عبده البقال
هاني مهران
( تم كتابتها فى الفترة بين 2003 وانتهت 2005 )
بالروح بالدم نفديك يا بقال
بالروح بالدم نفديك يا بقال
- صوت صَحَّاني ف عز النوم
قُمْت بسرعة أشوف الحال
يمكن ألْحق ربطِة تُوم
أصْل البقال عبده حبيبنا
عنده بضاعة تيجي مِيت لون
تُوم وبَصل وخضار أنواع
لِبْ وْبُوزُو لِبَان نِعناع
بِيبس وْتُونة ولحمة بِتلُّو
لما بيفتح يوم من بدري
كل الناس على طول تنزلوا
زحمة ودوشة وقلب دماغ
والناس زحمة بالملايين
أصل بضاعته ما تغلَى بصَاغْ
ويبِيعْ أرخص م التموين
وسط الزحمة كنت أنا واقف
بَهْتِف برده بنفس الحال:
"اطلع لينا يا بقال
اطلع لينا يا بقال"
أصْلُه بيطْلَع يُخْطب فينا
مرة يِرَخَصْ كيلو الرز
مرة يفرق لحمة علينا
ما احنا غلابة
نص فلوسنا تاخدها ديابة
دمغة، زبالة، وطابع بوستة
قسط المكواة والغسالة
وف يوم طلع البقال عبده من دكانته
كله بيبدأ يوصف حالته
اللي يقوله المِنحَة يا عبده
واللي يقوله مكافأة يا عبده
كان الضحك فـ وشه يكَرْكَرْ
بعد الخطبة نعرف إنه قرر يِرْخَصْ كيلو السكر
نفضل نهتف ونغني له ونألف له كمان موال
"اخترناك بقال حتتنا
وبايعناك تختار سكتنا"
فات الوقت وعدى علينا
والناس تهتف:
"اخترناك بقال حتتنا
وبايعناك تختار سكتنا"
وف يوم تاني طالع عبده يخطب فينا
الضحكة هربت من وشه
بص علينا
وبدأ الخطبة:
نظراً للأحداث الجارية وغصبٍ عني
أنا قررت قرار مستعجل
اسمعوا مني:
كل يومين بتزِيد الزحمة
وأنا قررت وغصبٍ عني
أغلِّي اللحمة
قلنا وماله.. بلاها اللحمة
ناكل بدل اللحمة فشار
دا احنا ما نعرف اللي بناكله
إن كان جدي ولا حمار
حتى اللحمة جالها جنون
واللي ياكلها بعد شوية يجيله جنون
واحنا غلابة ومش ناقصين
فات الوقت وعدَى علينا
والناس تهتف:
"اختارناك بقال حتتنا
وبايعناك تختار سكتنا"
وف يوم تاني طالع عبده عشان الخطبة
والناس واقفة من أوسيم ولْكُوبري القبة
وبدأ الخطبة :
كل يومين بتزِيد الزحمة
وابني البِكْرِي رَهَن البيت
وأنا قررت وغصبٍ عني
أغلِّي الزيت
قلنا وماله.. بلاها الزيت
مالها السَمنة وْورق الزبدة
قالت لأ؟
صح يا عبده عندك حق
هوَّ الزيت هيأثر فينا
رُبْع إزازة هتكفِّينا
فات الوقت وعدَى علينا والناس تهتف:
"اخترناك بقال حتتنا
وبايعناك تختار سكتنا"
وف يوم تاني طالع عبده عشان الخطبة
وبدأ اتكلم بعد ما سَلم:
كل يومين بتزيد الزحمة
وابني البكري رَهَن البيت
والْجَوْ اتْعَكَر
وأنا قررت وغصب عني
أغلِّي السكر
قلنا وماله.. بلاها السكر
حتى السكر بيْجِيب سكر
والأمراض بِتْلَزَق فينا
وعمَّالة تكتر
واحنا غلابة ومش ناقصين
***
والبقال عبده استحلاها
كل يومين يِرْزَعنا بخطبَة تقضِي علينا
غلَّى الرز وغلَّى الشاي
حتى الفول بقى غالي علينا
قلنا وماله.. يعني هيَّ هتيجي عليهم
ما الدنيا غِلْيِت حواليهم
فات الوقت وعدَى علينا والناس تهتف:
"اخترناك بقال حتتنا
وبايعناك تختار سكتنا"
وف يوم تاني طالع عبده عشان الخطبة
من دكانته
وما فيش غيري واقف يسمع آخر حالته
وبدأ الخطبة :
كل يومين بتزِيد الزحمة
وابني البكري رَهَن البيت
والْجَوْ اتْعَكَر
والدكانة صَبَحِتْ حُوسَة
وأنا قررت وغصبٍ عني
أغلِّى الكوسة
فجأة لَقِيت الناس اتْلَمِتْ
وف صوت واحد:
إلا الكوسة.. إلا الكوسة
رد البقال عبده حبيبنا:
وعشان برده الكوسة مُهِمَهْ ومُنْتَج حَيَوِي
بتْوَدِينا ومرة تجيبنا
بتفرحنا وتعذبنا
بتوظفنا وبترفدنا
أنا راح ألْغِي قرار سيادتنا
اللي بيسمح إن جنابنا يغلي الكوسة من غير ذنب
ونمشِّيها إرادة شعب
فجأة لقيت الناس اتْلَمِت عَمَلُوا مظاهرة وف صوت واحد:
"اخترناك بقال حتتنا
وبايعناك تختار سكتنا"
وعُمْر مَا نرضَى بواحد غيرك
يخرب بيتنا
