إعلان

الرئيسية » » أبيض . . أسود | فادي قدسي

أبيض . . أسود | فادي قدسي

Written By Unknown on الثلاثاء، 17 مارس 2015 | 11:07 م


أبيض . . أسود
فادي قدسي



ربما هدأت المعركة . . لكن غُبارها . . لم يهدأ بعد . . ربما استقر على الوجوه . . لكنها لو تحركت قليلا ربما يثيرها من جديد . . حالة ترقب تسود الجميع . .حتى الغبار . . مترقب . .



سقط الكثير .. من العسكر . . تنحوا عن الساحة . . ظلوا خارجها . . يَنظرون . . ويُناظرون . .




كانت الساحة فارغة إلا من القطع الكبيرة . . دوما لا تتحرك إلا لحماية الملك . . أو تكون كبشاً للفداء . . ليحيا الملك . . ولا يتهدم عرشه . . ويسقط تاجه . . يتكاتفون كالبنيان المرصوص . . يحمون بعضهم البعض .. إلا من خرج من بنيانهم . . ربما لا يعرف سبيل للعودة . . يتوه في وسط الساحة ويتركوه يموت وحيداً . . على مرآي ومسمع

. . 

يجلس . . ويراقب القطع . . التي تحركت في زمن ليس ببعيد . . ولم تتحرك من زمن أقصر . . كيف سيتحرك . . وأي القطع ستؤدي دورها . . كيف يدافع عن ملكه . . وحاشيته . . وقلعتان . . وحصانان . . وفيلان . . ووزير . . وبيدق . . ظل أمام الملك مدافعا

. .

أحكم تحركاته . . فمن وطأ أرضه بلا حساب . . يطبق عليه . . ويَخُر صريعاً . . ويُنَحَى بجانب العساكر الصرعى

. . 

جلس يفكر في الحركة القادمة . . لكي يقضي بأسوده على الأبيض الذي أوشك على النهاية بعد ان تناثرت قطعه خارج الساحة . . ربما بقى متعجبا من أستسلام الأبيض له . . أنه يحارب من أجل أن يموت !!! لكنه بأسوده يحاول أن يظل حاكما للساحة . . يريد أن يكون هو . . متفردا في خططه و تنفيذه . . وفي النهاية أعد الخطوات و حركه القطعة الحاسمة التي يقول فيها . . كش ملك . . لم يعد لك الكثير . . عن قريب النهاية.



يصمت برهة بعد أن يراجع مواقع قطعه . . يقف و يجلس في الجهة الآخرى من الساحة و يحاول أن يجد منفذاً للأبيض ان يهرب . . لابد للملك أن يهرب . . ليحيا . . لكن كيف صار محاصر رغم شجاعته ؟ كيف تسلل الأسود الى الصفوف البيضاء ؟ كيف؟ كيف تركتني ليقتلني ؟



يصمت قليلا مفكراً . . يتردد الصدى داخله . . أردت أن تنتصر لذلك قتلت الأبيض بيدك أنت . . أردت أن تكون صاحب الخطط لتسود . . صارعت الأبيض الذي لم يكن يريد سوى أن يحمي ذاته لا أكثر . . لكنك اثرت الهجوم . . دسست عساكرك في الصفوف . . ضحيت بهم من أجلك . . عبيد هم ليظل عرشك . . لتسود و تكون أنت . . قررت أنت مصيرهم . . فخلقت حركاتهم بنفسك

.

لم يكن هناك مهرب للملك الأبيض . . كان بيدق واحد أمامه فقط يحميه في بسالة . . وكانت الخطة . . قد أحكمها الأسود

يتصاعد الانتصار للأسود . . كش ملك . . كش مات



يصيح الأسود بأنتصاره . . و يلفظ الأبيض أخر خطواته في الساحة

و يبكي من كان يحركهما

يبكي لأنه قتل نفسه . . لتنتصر نفسه

ليحل الأسود و يسيطر


-------------




التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

إرسال تعليق

نبذة عنا

Restaurants

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Travelling Diaries

Entertainment

Technology

Restaurants

Travelling

Entertainment

Technology

تسمية 4